أفادت مصادر أمنية ميدانية بأن الشغل الشاغل للجماعات الإرهابية الثلاث
التي مازالت تتخذ من جبال وأدغال منطقة موفورنو غربي المدية محورا لنشاطها،
هو الحصول على الغذاء والماء، بعد أن أصبح الطريق إليهما تحت مجهر مختلف
عمليات التمشيط المتتالية للجيش بالمنطقة، والملاحقة المنهجية لبؤر الدعم
والإسناد ومصادر التموين.
تعد ''كتيبة السابقون'' المنضوية تحت إمرة
المدعو قلعي همام، أهم جماعة مسلحة، بعدد 26 عنصرا، وتتخذ من وعورة غابات
الشنقورة والحمام والخروب أمكنة لاختفائها وتخزين المؤن والأسلحة والذخيرة.
فيما تتموقع ''سرية حمزة'' التي يقودها المدعو شافعي محمد، والمتكونة من
17 عنصرا، بأدغال وادي عيوج وغابات الخروب غرب منطقة موفورنو، وتعد الأخطر
من حيث استهدافها لتحركات الجيش خلال مختلف عمليات التمشيط، واعتمادها على
الألغام ضد الأفراد. ونفذت هذه الجماعة الإرهابية عدة عمليات، منها تفجير
لغم بالقرب من ضريح الشهيد سي امحمد بوفرة بأولاد بوعشرة في جانفي الماضي،
ولغم آخر في مارس مستهدفة عناصر الحرس البلدي، كما قامت باختطاف الراعي
بركان بن عيسى،26 سنة، بالقرب من منطقة القويعة في مارس الماضي، دون أن
يعثـر له على أثـر حتى الساعة، ليبقى والده وزوجته تحت الصدمة وبلا معيل،
ولا أمل لديهما في بقائه على قيد الحياة، خاصة بعد تلقي هذه الجماعة
الإرهابية لأكبر ضربة على يد الجيش، بالقضاء على ستة من عناصرها داخل مخبأ
في عملية نوعية بالمكان المسمى شعبة موسى، مما أدخل الجماعة في حالة
هستيرية لم تجد أمامها غير اختطاف الضحية الذي كان عائدا رفقة أغنامه
باتجاه بيته في قرية القويعة، فيما التهمت قطعان الذئاب عدة رؤوس من
الأغنام التي تركها الإرهابيون في المكان.
وبغابات أولاد حمزة وسيدي
إبراهيم إلى الجنوب من منطقة موفورنو، تتحرك ''زمرة هشيم'' المتكونة من
تسعة عناصر، والتي كان يقودها المدعو صوان، ليخلفه بعد وفاته بمرض السكري،
على قيادة الزمرة المدعوان لخضر وهشيم. وتكون هذه الجماعة وراء اختطاف راع
بمنطقة أولاد هلال أقصى غربي المدية في مارس أيضا، حيث عثـر على جثته
مفصولة الرأس بعد أيام بالمكان المسمى بوفاطيس على الحدود مع ولاية عين
الدفلى.
ومع اقتراب شهر رمضان، يتخوف القرويون من تكثيف هذه الجماعات
لتحركاتها سعيا للتعويض عن مؤونتها التى استعادتها عناصر الجيش من المخابئ
خلال مختلف عمليات التمشيط، وكان آخرها قبل أسبوعين، بتدمير خمسة مخابئ
بمنطقة الشنقورة عثـر داخلها على قناطير من السكر والدقيق والحبوب الجافة
والأغطية والأسرّة الجديدة، ناهيك عن استرجاع أربعة أحمرة استخدمت في
نقلها، فيما أسفرت العملية التي دامت أربعة أيام عن إصابة ثلاثة جنود وحرس
بلدي في انفجار قنبلة تقليدية.