بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
سأتطرق اليوم إلى موضوع كثيرا ما أزعجني و كثيرا ما أردت نقله إليكم و أخذ رأيكم فيه و هل يا ترى أنه أمر عادي أم أنني حملته أكثر مما يستحق، بدون مقدمات فالموضوع يتعلق بصفة خاصة بالرجال المصابين بإسهال الشكاوي و التذمر و التشاؤم و الذين ينطبق عليهم المثل السوري القائل "ما يعجبهم العجب و لا الصيام برجب" فهم ليسوا قنوعين أبدا و لا يمكن أن يكونوا سعداء مهما توفرت لهم كل مفاتيح السعادة و في هذا النوع اتخذت ما بثته قناة النهار تي في اليوم مثالا على ذلك، حيث أن الموضوع في قناة النهار كان بخصوص عمال سونطراك بالجنوب و الذين يعلم القاصي و الداني بأنهم يتقاضون رواتب أقل ما يمكن القول عنها أنها تحقق لهم العيش الكريم و هذا إذا ابتعدنا عن المبالغة، إلا أن صنفا من البشر و ربما أفضل لو أطلق عليهم المدللين أنسب من الرجال، هؤلاء المدللين يعملون طيلة شهر كامل مع امتيازات لا بأس بها و يأخذون شهرا كإجازة مدفوعة الأجر و هذا ما يحلم به كل شاب جزائري، إلا أن بعض المدلليلن لم يعجبهم الأمر و راحوا يفرطون في الشكاوي و التذمر فتارة يتحدثون عن شوقهم لأولادهم و تارة يتحدثون عن عدم حصولهم على حقوقهم المعنوية لدرجة أن أحد المدللين الذين استضافتهم قناة النهار راح يتكلم عن الحنان إشارة منه إلى شوقه لزوجته، مما ولد لدي رغبة في كسر جهاز التلفزيون لما سمعته، فهل يريد هذا المدلل مثلا أن توفر له الدولة طائرة بوينغ تنقله كل يوم إلى زوجته حتى يشبع من حنانها؟ و بعيدا عن السونطراك، فمثلا نأخذ أعوان الأمن الذين يعملون بالقرب من منازلهم و في كثير من المناطق رأيت بأم عيني أعوان أمن ينتقلون إلى منازلهم في أوقات العمل أكثر من عشر مرات و هذه نعمة و رواتبهم أيضا لا بأس بها لكنهم لا يتوقفون عن ابداء تذمرهم و حين تسألهم كيف الحال؟ يجيبونك بكل قرف"عايشين و خلاص" ، بربكم أعضاءنا الكرام... ماذا يريد هؤلاء و ماذا يطلبون؟ هل يطلبون لبن العصفور لكي يسعدوا و لكي يقنعوا؟ أم أنه "من شب على شئ شاب عليه" ؟ أم أنهم يريدون تطبيق "راقدة و تمونجي"؟
العمل عبادة و شرف و بعض الناس يبحثون عنه و يطلبونه بشتى الطرق فمذا تقولون مثلا عن الجيل الذي يسافر رجاله إلى بلدان أوروبية و لا يرون زوجاتهم و أولادهم عاما كاملا لكنهم سعيدون بكونهم عمالا و موظفين يحصلون على لقمة العيش بعرق جبينهم؟ الفرق شاسع الأولين رجال و جيلنا جيل مدللين قد يصل بهم الأمر إلى أن يطلبو من زوجاتهم العمل بدلا عنهم لكي يسعدوا و يا ليتهم يفلحون في "شغل البيت" لن يفلحو لشئ أبدا إلا للنوم.
كفاكم تذمرا أيها المدللين و اقنعوا بما أعطاكم الله و اعملوا كالرجال و كونوا رجالا و ما تحشموش بالمجاهدين و الشهداء الأبرار.