نعَم مضَى العُمر .. فانصَاعتْ لهُ طرقيْ
وذابَ عندَ رصِيف الحلمِ مفترقيْ
نعم مضَى العمرُ . . لا وردٌ لأزرعهُ
وهكذَا العمرُ إنْ تهُملـْهُ . . يحتَرِق
مضَى يلمّ ضلوعيْ فوقَ أرصفةٍ
حنّيتهَا باخضرَاري الحالمِ النزقِ
وهَا أنَا بعد عشرِين أسيرُ إلى
لا شيءَ غيرَ طريقٍ عاقرٍ زلِقِ !
أمضِيْ كأنّ دَميْ بالشوكِ يطعننيْ
حتّى الجدَائلْ تهويْ بي إلى الغرقِ !
وها عيُونيْ وحزنُ البحرِ يحجبها
عنْ زرقةٍ لوّنتها ريشة ُ الغسَقِ
وها أنَا الآنَ فيْ جنبيَّ عاطفة ٌ
وخلفَ روحيْ حنينُ بالغُ القلقِ
وبينَ عينيَّ أحزَانٌ مغلفَة ٌ
للحبِ / للشعرِ / للجدرانِ / للورقِ
ليسَ المدَى وحدهُ صوتيْ وحنجرتيْ
فحزنُ صوتيْ صلاة ُ النّجمِ للشفقِ
مضيتُ عندَ دبيبِ النملِ أزرعنيْ
وفوقَ أجسادهِ .. خبأتهُ حدَقيْ
وليسَ ذاكَ سوَى أنيْ شقيتُ بما
يشقى المحبُونَ منْ وجدٍ ومن أرقِ
نعَم أحبكَ .. يا صوتاً يلملمنيْ
ويا غنائيْ ويا حزنيْ ويا فرَقيْ
نعمْ أحبّك ذيْ العشرين أقطفها
ورداً إليكَ وأهديها على طبقِ
ولينتهيْ العمر في أعتابِ قصّتنا
وليبدأ العُمرُ فيْ قامُوسِكِ النزقِ
نعَمْ أحبّك .. ها العشرينُ أغرقهَا
إنّ المحبَة َ أنْ تمشيْ إلى الغرقِ !