النظام الجزائري مروض فيلة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أعضاءنا الكرام ,إن معاناة الشعب الجزائري كبيرة و في كل مرة تتجلى في فئة معينة لكن هذه المرة أردنا أن نضع منظارنا على قضية الحارس البلدي المغبون ,فالحرس فكما يعرفون في الجزائر على أنهم شنابط هذا الاسم الذي كثيرا ما استصغره الجزائريون و أهانه المسؤولون و احتقرته السلطات ,فقد تناسوا أن الحارس البلدي كان في فوهة المدفع حينما تعالت نيران الإرهاب و كانت الجزائر على شفة حفرة من الغرق في محيط الدماء و الحرب أهلية ,على كل لن نتطرق إلى دور الحارس البلدي في المساهمة في إنقاذ البلاد من نيران عصفت بأمن الوطن , لكن نريد أن نبين كيف أن النظام يتاجر بمشاكل المغبونين و يعقد صفقات مع الكرسي ,و لن أطيل الحديث و لن أتعمق أكثر فأردت فقط أن أنقل صورة هذا النظام الفاسد بطريقة يستوعبها كل مواطن كبير أو صغير و أظهر وساخته و قذارته و خبثه لألا ينساق وراءه الأبرياء و الجاهلون لقذارات الحكومة ,
عندما يرغب مروضوا الفيلة في السيرك إلى ترويض فيل ما فإنهم أولا و قبل كل شيئ و من الأكيد أنهم يصطادونه و ذلك بحفر حفرة كبيرة و يغطونها بأعشاب هشة فعندما يأتي الفيل يرى تلك الأعشاب و يسرع إليها و بثقل جسمه يؤثر عليه فيهوي بذلك إلى الحظيظ و في تلك اللحة يأتيه مجموعة من الرجال لباسهم أسود و ينهالون عليه بالضرب بشتى أنواع العصي مع مراعاة ضمان بقائه حيا و بعد هذه الفعلة القذرة يذهبون و يغيرون الملابس لكن هذه المرة يظهرون بلباس أبيض و يعودون مرة أخرى للفيل المسكين و يخرجوه من الحفرة و يعالجوه و يقدمون له الطعام و الماء فيترسخ بذلك في ذهن الفيل على أنهم المنقذون الأخيار و يصبح بذلك طوع أمرهم كونهم أنقذوه من الموت و من الأشرار فيتم ترويضه بهذه الطريقة و ما أشبه هذه الطريقة بالطريقة التي انتهجها النظام مع الحرس البلدي فإن لم يخنني خيالي فإن النظام يلعب نفس اللعبة أي أن النظام عندما نادى الحارس البلدي و طالب بحقه فإنه قد عين مجموعة بلباس أسود و يمثلها وزير الداخلية و بعض الوجوه رافضة قبول مطالب المغبونين حتى يفيض كأس المرارة و المعاناة بين أفراد الحرس البلدي و يصلون إلى درجة الغليان و درجة الإحساس بأنهم مهانون و أن الدولة أكلت حقهم و هذا طبعا بأساليب خبيثة فينتحر من ينتحر و يستقيل من يستقيل و يبكي من يبكي و يندب من يندب فيأمر النظام السيد الهامل المدير العام للأمن وطني بأن يلبس لباسا أبيضا و يخرج للحرس البلدي و للرأي العام على أنه المنقذ و الفارس الفذ و يعلن له بذلك الكل الطاعة و هذا كله ليجمع النظام أكبر عدد ممكن من الشعب و العمال في صفه و يرسخ جذوره القذرة في أرض الشرفاء.