استدعاء من الجنة (هدية أمير الأوراس إلى الشهيد محمد زروال)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أعضاءنا الكرام أتمنى أنا أستأذنكم لأقدم هذا الموضوع و الذي ألح على جوارحي إلا و أن ينزل هنا في منتدانا ليراه الأعضاء و هذا كهدية و أقل ما يمكن تقديمه لمن دفع حياته ثمنا ليكون سفيرا لقرية أولاد عزوز بين نخبة الأحرار:

استدعاء من الجنة

في يوم 10 أوت 2008 كان يتردد على مسامعنا خبر رحيل أحد رواد الشعر العربي و أحد فرسان القضية الفلسطينية محمود درويش , و تتردد معه بين الفينة و الأخرى بعض كلمات الشاعر الخالدة و التي تزيدني حسرة و ألما لفراقه , لكن أكثر كلمة مست وتر الحزن و النخوة لدي هي: (على كتفي نعشي) ,فلم أعرف هذا الإحساس أهو تعلق وولع بالشهادة أم تنبيه بقدوم نعش سنحمله حقا على أكتافنا , و للأسف فقد كان هذا الأخير هو الإحساس الصائب ,فبعد أيام قليلة أرسلت قريتنا (أولاد عزوز) أحد سفراء الشهامة لديها ليرفع راية حب الوطن واندفاع (الشاوي) للإستجابة لنداء الوطن, فقد قرر أخونا وابننا و صديقنا (محمد زروال) أن يلتحق بنخبة حماة البلاد بمدرسة ضباط الدرك الوطني بـيسر) لكن الأيادي القذرة أبت إلا أن تأخذه منا و تأخذ بذلك حروف سواعد القرية لتقلبنا إلى سواد للقرية ,لأن القرية بدون محمد سوداء, لكنها حققت أمنيته التي ظل يرددها و هو يرجوا ميتة العظماء,
لكن مصب الحزن ليس هنا فالفردوس قد دعاه و ما كنا سنرضى لحبيبنا محمد غير هذا المقام مقاما أخيرا,لكن المؤلم أن يدفن شخص آخر عوضا عنه و تبقى جثته الحقيقية وحيدة في مصلحة حفظ الجثث شهرين بعد ذلك, و بعدما ظننا أننا وارينا شهيدنا التراب واطمأننا على طيب مقامه اتضح لنا أن حبيبنا لم تهنأ روحه ,و تبين لنا كذلك أن عزيزنا فتاتا و ليس جثة كاملة فتكون الكارثة اثنتين قتعاد إجرارات استخراج الجثة الخاطئة من القبر و دفن فتات (دود) هذا الاسم الذي كنا نناديه به قبل أيام من استشهاده ,كنا نناديه و نصفق و نهتف كلما داعب الكرة برجله الفنانة في آخر مباراة لنا معه و كان هو يلوح بيده التي لم نظن يوما أنها ستوضع بجانبه و تدفن مع باقي الفتات ,فما أحوجنا للصراخ كلما تذكرنا هذا المشهد الفضيع , لكننا نبقى دائما مؤمنين بالقدر لننير مسكن غالينا,و نؤمن بأنه قد تحقق لعظيمنا ما أراد فأي عظيم مثلك يا محمد الذي يحظى بجنازتين و موكبين

إنا لله و إنا إليه راجعون ,و اللهم ارحمه واسكنه الفردوس