ينطلق الدوري الجزائري الاحترافي لكرة القدم وسط مشاكل وخلافات عديدة بين الأندية واتحاد الكرة رغم أن رئيس الهيئة الكروية، محمد روراوة، كان قد صرح، قبل شهر، أن الجزائر ستدخل عالم الاحتراف من الباب الواسع.و قد طفت إلى سطح بوادر أزمة بين الأندية المحترفة واتحاد كرة القدم لما لجأ هذا الأخير في بداية الأسبوع إلى التوقيع على اتفاقية مع مؤسسة التلفزيون الجزائري لنقل مباريات الدوري بدرجتيه الأولى والثانية دون إشراك الأندية في مناقشة بنود هذا العقد وبالخصوص بشأن حصتها المالية من حقوق البث، وقد كان رئيس فريق شبيبة القبائل،محند شريف حناشي، من أبرز المنتقدين لعقد اتحاد الكرة مع مؤسسة التلفزيون العمومي بحيث أكد رفضه لهذه الاتفاقية وطالب بإلغائها من خلال تصريحات نشرتها الصحافة الجزائرية، اليوم الخميس، قال فيها أيضا " لقد اتخذ روراوة قرارا انفراديا دون استشارة أحد، ومن حق الأندية التدخل في موضوع حقوق البث التلفزيوني لأنهم يعدون الشريك الأساسي في هذه الاتفاقية ". وسار رئيس نادي شباب بلوزداد،محفوظ قرباج في نفس سياق كلام حناشي حين قال" لسنا قصر حتى لا نشرك في المرحلة التفاوضية. فمن حق رؤساء الأندية أن يتم إشراكهم في الموضوع لأن القضية تخص الأندية و لا نريد وصاية من أحد لأخذ حقوقنا". ومن جهة أخرى وبعيدا عن قضية البث التلفزيوني فان نادي مولودية الجزائر يعتزم مقاطعة مراسيم تسليم درع لقب الدوري الذي توج به الفريق في الموسم الماضي،بحيث قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم تسليم الدرع قبل انطلاق مباراة مولودية العلمة مع مولودية الجزائر المقررة يوم السبت بمدينة العلمة. و تريد إدارة نادي مولودية الجزائر،من خلال هذا التصرف، التعبير عن سخطها تجاه اتحاد الكرة الذي تأخر أربعة أشهر كاملة في تسليم الدرع كما أن الفريق لم يتسلم إلى حد الآن القيمة المالية الممثلة لجائزة التتويج باللقب،بحيث تبرأ الاتحاد الجزائري لكرة القدم من هذا الأمر وأوضح رئيسه محمد روراوة في تصريح سابق أن قضية الجائزة المالية تعد من صلاحيات وزارة الشباب والرياضة وليس من واجبات اتحاد الكرة.وفي سياق آخر، وفي موضوع مرتبط بمشروع الاحتراف بالجزائر، فقد تمسكت الأندية ال28 المشكلة لدوري الدرجة الثالثة والمصنفة ضمن خانة " الفرق الهاوية" بقرارها بمقاطعة المنافسة المقرر انطلاقها يوم الجمعة، وذلك احتجاجا على ما وصفته ب" ظلم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم،محمد روراوة ، الذي يكون- حسبها- قد حرمها من المشاركة في الدوري الاحترافي بحجة عدم استيفائها لشروط الاحتراف. كما أنه قام بتغيير نظام المنافسة بقرار انفرادي دون اللجوء إلى الجمعية العامة التي تملك وحدها الحق في تغيير هذا النظام. بحيث يرى رؤساء هذه الأندية " الهاوية" أن روراوة قد جعل فرقهم مصنفة ضمن المستوى الثالث للدوري بعدما كانوا قد صرفوا مئات الملايين من الدينارات في الموسم الماضي للتواجد ضمن المستوى الثاني أي في دوري الدرجة الثانية. وقد علمت " إيلاف"، اليوم الخميس، أن ممثلين عن هذه الأندية سيلتقون يوم الأحد القادم مع وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار،لإيجاد حل لمشكتهم بعدما كان روراوة قد "رفض" استقبالهم لما تنقلوا، قبل ثلاثة أسابيع ، إلى مقر الاتحاد، واقترح عليهم استقبالهم على بصفة منفردة وليس بصفة جماعية للاستماع إلى مشاغلهم. ويبدو من خلال هذه المشاكل المتعددة أن روراوة يعيش أوقاتا صعبة لم يكن يتوقع حدوثها في الظرف الحالي خاصة في ظل التفاؤل الكبير الذي أبداه من خلال الرسالة التي وجهها إلى رؤساء الأندية المحترفة يوم الاثنين الماضي وبمناسبة قرب انطلاق أول دوري احترافي جزائري، وقال فيها " إن هذه الخطوة تعد ثمرة جهود جبارة بذلتها إطارات الاتحاد بالتنسيق مع رؤساء الأندية طيلة السنة الماضية تطبيقا للشروط التي وضعها الاتحاد الدولي و كذا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للأندية حتى تستطيع المشاركة في المنافسات العالمية و الأفريقية". كما كان روراوة من خلال نفس الرسالة التي تم نشرها على الموقع الالكتروني الرسمي قد تقدم بالشكر لرؤساء الأندية الذين" تجاوبوا "مع مطلب الاحتراف.