قتيل بلا رصاص .....
..
و عدت إلى وحدتي .... من جديد ...
بعد أن ذبلت كل الاشواق .. و غطى المكان طبقة ثلجية ....
ككل ليلة سأترك شباك نافذتي مفتوحا ... لضوء القمر ... ليكون أنيسي .. رغم ان وجهه صار شاحبا ..
لست ادري لما ؟ ...
أعادني ذاك الزورق العجيب ... إلى نفس المكان الذي .. انطلقت منه ... ذات يوم ..
لم استطعم حلاوة الرحلة .. حتى شعرت أن عليا النزول ...
كانت رحلة من رحلات العمر ... القصيرة ..
لم أدر كيف ابتدأت .. ولا كيف انتهت ... و لكنها كانت حلوة ... حلاوة حلم ضائع بين واقع السنين المرة ...
لكن هته المرة لم أكن الضحية .. بل الجاني .. فكان عقابي مزدوجا ..فراقا و تأنيب ضمير ..
قتلني الزمن ....
قتل فيا كل شعور ... وكل احساس ... و مزق ورداني و شراييني .. و لم أفقه لحد اللحضة ..
قواعد هته الحياة الغريبة .. التي تعدنا .. و تنسينا ... تضحكنا فتبكينا ... وتبكيني ككل مرة ..
صرنا اثنين من جديد ... أنا و ظلي الكئيب ..الذي أهملته منذ وقت .. رغم انه تبعني وفيا .. الى حيث لا يريد ...
يفارقني النوم .. و تلك الاحلام السعيدة البشرية ... و يقتلني ذاك الاحساس القاسي بالوحدة ..
و بأنني انتمي .. الى لا شيئ ...أو ربما الى مجموعة خالية .. كي لا اقول الى الصفر ..لانه حقيقي .. كعدد ... حقيقة انتمائي الى تلك المجموعة الخالية .. من الاحاسيس و العواطف ...
أبتاع كل شيء في حياتي ... تقريبا .. لكن لن استطيع ابتياع الحب و الحنان .. رغم أنهما سرا البقاء و الصمود .. في معتصرات الزمن .. وكوابيسه اليومية ..
آه لو استطعت تحميلهما من هناك أو هناك .. لكن هيهات ...
لن استطيع ابتياعهما و لا في أي مكان .. بعد أن نفذا في مخزن .. من كانت سيدة القلب ...
هي الوحدة صديقتي الابدية المتعجرفة .. التي تحكم علي خناقها .. و الناس نيام .. و أنا حبيس غرفتي و أوجاعي ... و أوهامي .. و بعض من أحلامي التي زرعتها هنا و هناك ..و خبأت بعضها في درج الذكريات ...
لان حبات رمل الزمن التي مضت لن تعود ... مثلما غادرت ألاوراق الخريفية المتناثرة أشجارها ... سأمضي قدما ... الى المجهول ...
و معي جرح اخر .. أضيفه الى جراحي .. الأولة ..
و تغسل امطار الذكريات ..حنين الايام