مدينة مروانة أو " كورناي " كما كانت تلقب في عهد الاستعمار الفرنسي هي مدينة
جزائرية تابعة لولاية
باتنة وتبعد عن مقر الولاية بـ 40 كلم، وتعتبر
الشاويةاللهجة الأصلية لمعظم سكانها، ويقصد بالشاوية إحدى اللهجات الامازيغيةتعتبر دائرة مروانة من أقدم الدوائر على الصعيد الوطني وهي عاصمة لسهل
بلزمة والحظيرة الوطنية بلزمة.
الموقع والتضاريسفلكيا تقع دائرة مروانة في دائرة العرض 35.6286 درجة شمالا، وخط الطول5.9117 درجة شرقا. أما جغرافيا فتتوسط بلدية مروانة إقليم ولاية باتنةيحدها شمالا بلدية
قصر بلزمة ومن الشمال الغربي بلدية
تالخمت ومن الشرق
وادي الماء ومن الغرب بلديتي
تاكسلانت ولمسان ومن الجنوب والجنوب الشرقي بلدية
حيدوسة. تتكون دائرة مروانة من أربعة بلديات وهي
حيدوسة،
قصر بلزمة،
وادي الماء، مروانة. تحيط مدينة مروانة الجبال من كل الجوانب مما يجعل تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي، ومن أشهر جبالها
الشلعلع ومستاوه والرفاعه ولكل جبل اسم
الشلعلع وبوغيول وفاخرة وتيقلت والموثن وثيسراس وأعلى قمم جبال منطقة مروانة هي الرفاعة بتاكسلانت ثم ايليسان وتاربعت بحي
علي النمر...ولاننسى جبال لمحاسر (توغاي)الذي يمتد من أغرادو إلى ألموثن حيث توجد بهأعلى قمة وهي قمة (عرفة) وينبع فيه ماء لا يشبهه ينبوع في المنطقة من حيثبرودة مائه حتى خلال أيام شهر أوت الحارة, كما يحتوي هذا الجبل على مناجممن العهد الاستعماري ولا ننسى أنه يحوي على رمز ثورة التحرير المجيدة الذيأستشهد فيه مئات من الشهداء وهو غار أوكرميش.غير أن هذه السلسلة الوعرة من التضاريس الجبلية لم تمنع من وجود سهل بلزمة الواسع الذي يعتبر من أكبر السهول في
الجزائر. و منطقة مروانة منطقة زلزالية حديثة النشأة وهو الأمر الذي استدعى إقامة مركز لرصد الزلازل وهو الوحيد في ولاية باتنة.تزدان قمم جبال مروانة في كل فصل شتاء بالثلوج البيضاء التي تمنحها مناظرا جذابة مما يجعلها لوحة طبيعية رائعة.
النشأة والتاريخيرجع تأسيس المدينة إلي حقبة الرومان سنة 127م حينها كانت تسمى
لامصبة (
lamasba)وهي حصن عسكري تعرضت لتخريب من قبل الوندال وأعاد بنائها البزنطيون وأضحتمنطقه عسكريه لمتقاعدي الجيش البيزنطي ويشاء الله أن يخرب هذا الحصن فيالفتح الإسلامي وفي عهد حكم العثمانين ثم تم إعادة تأسيس القاعدة العسكريةوأوكلت لها مهام جمع الضرائب أما في عهد الاستعمار الفرنسي وهي حقبةالتأسيس كمدينه حيث وضع حجر الأساس سنة 1909م وتأسست الدائرة سنة 1912مباسم "
كورناي" (
corneille)ولا تزال مروانة إلى اليوم دائرة ولم تتغير سوى تسميتها. لقد شهدت المنطقةعدة ثورات آخرها ثورة عمر اموسي 1916 م بجبال مستاوه ولم تذكر كتب التاريخهذه الثورة كما شهدت أولى العمليات في الفاتح من نوفمبر بما يقارب 30هجومفي مختلف أنحاء المنطقة، وكانت حصيلة الشهداء بالمدينة 1600 شهيد، ومنأبطال وشهداء المنطقة نذكر كل من
علي النمر وزيزة مسيكة] مكانة مروانة جهويا ووطنيالا يكاد يوجد شخص في الجزائر إلا وسمع عن مدينة مروانة، لكن هم قلة منزاروها وأكتشفوها، شعبها الطيب المضياف، ورموزها الثورية، وموقعهاالجغرافي أعطوها مكانة خاصة في قلوب الناس، ولعل من أبرز ما يبرر هذهالمقولة كثرة من تغنوا بها من الفنانين وعلى رأسهم الراحل "
عيسى الجرموني" الذي غنى على مروانة وعلى جبل مروانة، ولا تزال أغاني شعبية حتى الآن تتوارثها الأجيال تشيد وتمجد هذه المدينة الصغيرة.