إنه ما
من شك بأن الغيبة وذكر عيوب الناس والتنقص منهم في حال غيبتهم من الأمور
المنكرة ومن كبائر الذنوب -نسأل الله السلامة- ، ولقد جاء القرآن الكريم
بوصفها وصفاً منفراً ، قال تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً ..} ، ولقد جاء الوعيد الشديد على من فعلها ، وهي كما
أسلفت من كبائر الذنوب ومن أشد ما ينفر ويوغر الصدور ويزيد الفرقة بين
المسلمين .
وكذا النميمة وهي السعي بين الناس ونقل كلام بعضهم في
بعض بقصد الوقيعة ؛ فقد ثبت في الصحيح ((لا يدخل الجنة نمام)) وفي لفظ
((قتات)) وهما بمعنى ...
فالواجب الحذر من هذه الآفات المخلة ، خصوصاً من أهل الصلاح والديانة ، ومن استقام على أوامر الله تعالى واجتنب نواهيه ..
أما كيف يترك الإنسان هذه العادة القبيحة :
فأولاً
ينبغي علينا أن نقف عند ما نهى الله تعالى عنه ، وأن نعلم أن من أشد
الأمور وأعظمها مخالفة أمر الله تعالى أو ارتكاب ما نهى عنه سبحانه .
وثانياً-
على الواحد منا أن يتفكر في نفسه ، فإنه لا أحد منا يحب أن يتكلم فيه أحد
بما يكره ، وما منا من أحد يخلو من العيوب ، ولا أحد يدعي الكمال ، ولذا
فعلينا أن نكف ألسنتنا عن الآخرين :
لسانك لا تذكر به عورات امرئ --------------- فكلك عورات وللناس ألسن
ثالثاً-
علينا أن نتفكر في خطر الكلمة وأن نحفظ ألستنا قبل أن نطلق لها العنان ،
فإن البلاء موكول بالمنطق وقد قال تعالى : {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب
عتيد} .
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والهداية والثبات على الحق
، وأن يبصرنا بعيوبنا ويعيينا على إصلاحها ، وأن ييسر لنا الهدى والرشاد
والفلاح ، اللهم آمين