بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نساء الجزائر , أو كما كن يدعين بالحراير في وقت الثورة أصبحن اليوم بعيدات كل البعد عن المعنى الحقيقي لهذا اللقب فالحرة لقب يطلق على المرأة الأصيلة و المرأة ذات المبادئ و المواقف أو كما يقول إخواننا السوريين "أخت رجال" فقد كانت الحرة خير سند للرجل فالحراير جاهدن بالقلوب و الأكباد , و الوطن بالنسبة لهن الأم و الأهل و كل شيئ غالي و لا يستهويهن غير الملاحم و أسياد الملاحم فلا يغرمن إلا بحر و لا يعشقن إلا أصيلا و لا يمتن إلا تضحية شريفة لموقف شريف و لا يحزنن إلا لفراق عزيز غالي و لا يبكين إلا دموعا صادقة على الوطن و الأحرار, لا بد أن نخرج عن موضوع الثورة فالعادة تفرض علي أن أتعمق كلما ذكرت الوطن و ذكرت الأمجاد لكن ما كلماتي هذه إلا تمهيدا لأن أشيد بموقف امرأة مثيلاتها قلائل في عصرنا ففي الوقت الذي تخرج فيه النساء بأبلغ درجات العرى من اللباس و في الوقت الذي بالغت فيه نساء الجزائر بالتعبير عن حبهن و عشقهن لمهند و في الوقت الذي بكت فيه نساء الجزائر في لقطة حزينة لبطلهن التركي و فارس أحلامهن و أقصد بذلك العازبات و المتزوجات أيضا و في الوقت الذي تتنافس فيه الصحفيات و سيدات الإعلام على عرض الأزياء و الظهور بأفخر الملابس و تبعا للموضة أبت الحرة إلا أن تلغي كل الموضة و تقصف في كل مرة الغرور و التكبر و التعجرف و تبتعد كليا عن عصر الوساخة و الحقارة و أبت إلا أن تكون موضتها الوحيدة تسجيل المواقف فصحفيتنا الشريفة و "أخت الرجال" الإعلامية فريدة بلقسام استطاعت أن تقول للجزائريات أنا وطنية و ابنة الجزائر و ابنة الأحرار و سيدة المواقف و المبادئ فلم تتردد في تجسيد ألوان العلم الجزائري في ملابسها و لم تخف أبدا دموعها حين يستلزم موقفا ما ذلك فقد ظهرت دموعها الصادقة في كثير من المرات و هي تعبر عن حزنها و على مرأى الجزائريين و الجزائريات إلا أن لباسها الأسود في يوم إعلان البطل أسامة بن لادن أكبر موقف و أكبر تحدي لكل من يدعين أنهن جزائريات و صاحبات نخوة فلا نخوة تضاهي نخوة الحرة فريدة بلقسام و عاشت الجزائرية الحرة و عاش الأحرار و لتسقط العاريات و العارضات