في أهم مواعيد العام
هدف فيا يصالحه مع نفسه
أثبت أنه نجم كبير
تصويبة غير قوية لكن متقنة.. ساعدت ديفيد فيا في أن يحوّل نهاية الموسم
من هاجس قلق إلى إنجاز جديد في مشواره. عاد الهداف القدير إلى طبيعته أول
أمس السبت في نهائي دوري الأبطال، وعاد ليكون عامل حسم في أحد ألقاب
برشلونة.
هو نفس المهاجم الذي كان يبدو أنه يسير على نفس خطى السويدي زلاتان
إبراهيموفيتش. نفس المهاجم الذي لم يكن قد سجل سوى هدف واحد خلال الأشهر
الثلاثة الماضية، هو نفسه الذي استعاد على استاد ويمبلي قدراته التهديفية
التي تميز بها خلال مونديال جنوب إفريقيا.
وقال اللاعب عقب المباراة "إنني ممتن لما حدث، ولا يمكنني أن أكون أكثر
سعادة. الفوز بهذه الطريقة وفي ملعب بهذه الأهمية أمر رائع. أعتقد أن الهدف
الثالث منحنا المزيد من الاطمئنان، وذلك كان مهما".
وكان على المهاجم الدولي أن يتحمل أجواء التشكيك التي انتشرت في الوسط
الكروي الإسباني مع نهاية الموسم. ولم تبد أهدافه الـ22 التي أحرزها طيلة
الموسم حتى نهائي ويمبلي كافية من أجل وضعه على قائمة أحد أكبر مهددي
مانشستر يونايتد في لقاء النهائي.
كما بدا هدفه في مرمى أوساسونا الذي أحرزه في نيسان/إبريل مفقودا وسط عقمه
التهديفي الذي برز خلال مباريات الكلاسيكو الأربعة أمام ريال مدريد التي
أقيمت في غضون 20 بوما، وكذلك أداؤه الذي بدا منعزلا عن باقي عناصر الهجوم
في الفريق الكتالوني.
كما أن الأهداف الـ52 التي أحرزها ليونيل ميسي حتى مباراة نهائي دوري
الأبطال والمنافسة الشرسة بين الأرجنتيني وغريمه البرتغالي كريستيانو
رونالدو، جعلت كل ما عدا ذلك في مرتبة ثانوية.
وصل الوضع إلى درجة اعتبار المهاجم على رأس المرشحين للرحيل في المستقبل،
إزاء حتمية التعاقد مع مهاجم أوروبي خلال فترة الانتقالات الصيفية.
رغم ذلك، ادّخر اللاعب -29 عاما- ردّه للملعب في أهم مواعيد العام، وتمكن من الحصول على لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.
ومن الشوط الأول بدا لاعب فالنسيا السابق مختلفا عن ذلك الذي خاض الدور قبل
النهائي أمام ريال مدريد، فلم يحتج لأكثر من 19 دقيقة لتهديد مرمى
الهولندي إدوين فان دير سار، عندما أطلق تصويبة بعيدة المدى مرت بجوار
القائم، في أول إنذارٍ منه.
بعد قليل، سيطر الهولندي على تصويبة أخرى للإسباني، وجاءت النهاية السعيدة في الشوط الثاني من أجل المشاركة في صناعة التاريخ.
كان ذلك في الدقيقة 69، عندما تلقى اللاعب تمريرة من سيرجيو بوسكيتس قبل خط
منطقة الجزاء، حيث أوقف الكرة وداعبها إلى داخل الشباك لتذهب الكرة في
أقصى الزاوية العليا اليسرى لفان دير سار.
وقال المهاجم "لاعبو هذا الفريق يتميزون بالطموح والرغبة في تحقيق
الانتصارات، يتمتعون بقوة كبرى، ويجيدون الاستفادة منها. هناك عمل كبير
خلفنا هنا، ونحن سعداء للغاية".
وكما جلس على ركبتيه ونظر إلى السماء بعد الهدف الأول لفريقه الذي أحرزه
بدرو، وكما جرى إلى أحد جانبي الملعب خلال احتفاله بهدفه، كان فيا هو آخر
لاعبي برشلونة مغادرةً للملعب بعد حصد اللقب الأخير في الصف، كان لا يزال
لديه ما يقوله.