أين الشعب من طبختك يا بن صالح؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

في قصص الأطفال و حكايات الجدة التي تحكي عن الحيوانات كثيرا ما تحكي عن الغابة و تقول: "قيل أن غابة كثر فيها الفساد و كثرت فيها الصراعات و كثرت فيها المشاكل" و تسرد أحداث القصة على أن الحل يكمن في اجتماع زعماء الغابة من أسود و نمور و يكون فيها الحكاية ضبع يلعب دورا بخسا يجسد من خلاله الخيانة و عدم رغبته في الصلاح و في الخير لكن في آخر الحكاية يأتي الحل من أضعف المخلوقات في الغابة و تنتهي الحكاية بكشف خيانة الضبع و أفكاره الشريرة و بانتشار التفاهم بين ملوك الغابة و أضعف مخلوقاتها و تنتهي أيضا بكلمة "و عاشت الغابة في سعادة و هناء" .
لم أرد من خلال مقدمتي هذه أن أراجع ما قرأته من قصص في طفولتي لكن أردت فقط أن أنقل رسالة مشفرة إلى سلاطين الجزائر إن كانوا يجيدون قراءة ما بين الكلمات ,لكن لن أهتم و لن أكلف نفسي عناء التفكير فيما إذا فهموا رسالتي فسأريح هذه المرة تفكيري و أكلف أصابعي لأن تنوب عن تفكيري و تكتب ما أردت إيصاله إلى من يحاولون بعث مشاورات و إصلاحات وهمية يسكتون بها الشعب و يطفئوا بها شعلة التغيير.

الجزائر يا سيادة رئيس مجلس الأمة أصبحت غابة كثرت فيها الصراعات و انتشر فيها الفساد و نحن المواطنون أضعف المخلوقات فيها و أنتم أسيادها و ملوك الغابة , و مهما كانت الحكايات و القصص التي أتيت بها في سالف الذكر ضربا من الخيال إلا أنني متأكد أن الغابة تحيا بحكمة أكثر من دولتكم , و تعيش في رخاء و توازن أكثر من دولتكم لماذا يا ترى؟ لأن المواطن في دولتكم آخر اهتماماتكم و لأن المواطن في دولتكم أرخس صفقاتكم , تدعون المشاورات و تدعون الإصلاحات؟ تخيل إذا لو أن فكرة القصة تغيرت و لم يجتمع في الغابة إلا النمور و الأسود هل في نظرك ستتوصل الغابة إلى حل ؟ في نظري لا لأن النمور و الأسود أبعد عن الواقع و لا يمكنهم معالجة قضايا مخلوقات ضعيفة لأنهم سيفكرون في أمور أقرب إلى السلطة و أبعد عن الحياة العادية و أبعد عن حياة المخلوقات الضعيفة, لكن أنت و أسياد الدولة ستقولون يمكن حدوث التفاهم و سأصر على الإجابة بنعم لكن هل تعلم لماذا؟ لأنكم مهرة في حبك السيناريوهات و التي تعودتم عليها في تظليل الشعب و إسكاته و التي اتبعتموها مرارا لجعل الشعب يتنازل عن حقوقه .

أما اليوم فأنا سأكتفي بأن أقول أن سيناريوهاتكم مكشوفة و سياساتكم معروفة و مشاوراتكم مرفوضة على الأقل من وجهة نظري أنا الزوالي المحقور و المهمش , تقولون مشاورات؟ أقول أية مشاورات مبدؤها "زيتنا في دقيقنا" تقولون نحن أعرف بحال الدولة ؟ أقول و ما صنعتم طالما تعرفون؟ تقولون عدونا عملاء و جهات خارجية؟ أقول نحن الشعب و نحن سند الأمة فدعونا نتشارك أليست دولتنا أيضا؟ لست على دراية تامة بأمور الدولة لكن أيا كان عدد السلطات في الجزائر فالشعب أيضا سلطة و أقوى سلطة ,الشعب يريد أن يكون المشرع و القاضي و المنفذ و حتى السلطان و المقرر, الجزائر دولة استرجعها الشعب و ستبقى للشعب فنحن شباب الأمة نريد حقنا في المشاورات و نحن شعب الجزائر و نحن المواطنون الزوالية نريد حقنا في المشاورات ,نحن أحق بالجزائر من رؤساء الأحزاب و نحن أحق بتحقيق مصيرنا و لا نريد أن ينوب عنا من لا هم لهم غير النهب و السلب, أنا من يعاني و أنا أدرى بوضع الجزائر ,أنا من يستحق أن أعبر عن رأيي في ما يفيد الجزائر و الجزائريين ,أنا من يعاني أخوه في الوصول للمدرسة و لست نائما في البرلمان يتنقل من الأوراسي إلى السفير في "باسات" , أنا الذي لا أجد أحيانا ما آكل و لست وزيرا عشائي الكافيار و الروبيان ,أنا من يقضي الساعات لاستخراج شهادة ميلاد و لست رجل أعمال يقتنص في ثانية صفقة مشبوهة , لست أحسدهم فكل بما كتب له القدر و لست أعترض على أنني زوالي,لكن في وطني لي قدر و كتب لي ما هو أغلى من كل ما ذكرت ,كتب لي أن أكون جزائريا و ما حاجتي لصفقات بل أريد فقط أن أعيش كمواطن له حقوقه في تقرير مصير بلده ,
يا سيد بن صالح ... المشاورات لا تعنينا إن كانت على طاولة صنعت من أفخر أنواع الخشب ,و لا تعنينا إذا كانت أوراقها موضوعة في حقائب ثمينة ,لا تعنينا إن كانت في مكتب مغلق ليس به غير أصحاب الكرش ,لا تعنينا إذا كانت تخدم مفبركة و يناقشها الساسة و أصحاب المال,لا تعنينا إذا أغلت عليها الأبواب,
نحن أيضا جزائريون و كما سبق و قلت نحن أيضا سلطة فأين رأي الشباب , و أكرر كما في كل مرة قوله تعالى :" و قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" إن كنت فعلا تريدون صلاح الأمة فنحن أحق و نحن أولى بإدلاء آرائنا فافتحوا لنا فضاءا نجسد فيه شكاوينا و نكرس فيه مطالبنا ,إن كانت الجزائر تهمكم فنحن جزائريون فهاتوا بهمزة وصل بين السلطة و الشعب و دعونا نقول كلمتنا و دعونا نكون يدا واحدة و دعونا نحس أننا كلنا معا من أجل الجزائر و بهذا أقترح أن تنشأ صفحة أو موقع يعتبر همزة وصل بين الشعب و الحكومة و يعتبر طاولة عادلة فلما لا تغيرون القدر و تجعلوا الفيس بووك في الجزائر نعمة قبل أن تتحول إلى نقمة؟
فأين حصة الشعب من الطبخة يا سيد بن صالح أم أننا مجرد خضرة فوق عشا؟