حقق
المنتخب الأوروغواياني مفاجأة من العيار الثقيل وتأهل إلى نصف نهائي بطولة
كأس أمم أميركا الجنوبية لكرة القدم "كوبا أميركا" بعد أن أقصى المنتخب
الأرجنتيني صاحب الأرض والجمهور بالتغلب عليه بـركلات الترجيح (5-4) بعد
تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي (1-1)، في المباراة التي أقيمت
في مدينة سانتا فيه فجر الأحد ضمن الدور ربع النهائي من البطولة التي تستمر
حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
افتتح التسجيل المنتخب
الأوروغواياني عن طريق لاعبه دييغو بيريز في الدقيقة السادسة قبل أن يتعادل
غونزالو هيغواين للمنتخب الأرجنتيني في الدقيقة 18.
وهذه هي المواجهة رقم 30 بين
المنتخبين طوال تاريخ مشاركتهما في كوبا أميركا علماً بأنه بهذا الفوز يكون
المنتخب الأوروغواياني قد تفوق في 14 مباراة مقابل 13 للأرجنتين بينما
انتهت ثلاث مباريات فقط بالتعادل.
يذكر أن أكبر فوز للأوروغواي
على الأرجنتين في كوبا أميركا كان في نسخة عام 1959 في الإكوادور (5-0)،
بينما كان أكبر فوز للأرجنتين على الأوروغواي في بطولة عام 1955 في تشيلي،
بستة أهداف مقابل هدف واحد.
وبذلك سيواجه المنتخب
الأوروغواياني نظيره البيروفي في نصف النهائي يوم الثلاثاء القادم في مدينة
لابلاتا، وكان المنتخب البيروفي قد حقق هو الآخر مفاجأة من العيار الثقيل،
بفوزه القوي على نظيره الكولومبي بهدفين دون رد بعد التمديد في افتتاح
مواجهات ربع النهائي.
الشوط الأول
انطلق المنتخب الأرجنتيني
مهاجماً مع الدقائق الأولى، وأعلن أغويرو المتمرد على فريقه الإسباني
أتلتيكو مدريد، عن نفسه مبكراً، حيث استلم الكرة في الدقيقة الثالثة ثم
توغل داخل منطقة الجزاء من ناحية اليسار ومرر الكرة إلى غونزالو هيغواين
فسددها الأخيرة مباشرة إلا أنها اصطدمت بمدافع الأوروغواي قبل أن تتهادى
ببطء وتصل للحارس موسليرا.
ولم ينتظر المنتخب
الأوروغواياني كثيراً ليسجل حضوره بقوة في اللقاء ففي الدقيقة السادسة
انبرى فورلان لركلة حرة مباشرة، ونفذها كعادته بإتقان فوصلت على رأس ألفارو
بيريرا الذي ارتقى لها وهيأها لدييغو بيريز فانقض عليها الأخير مسجلاً هدف
التقدم لمنتخب بلاده، وسط ذهول لاعبي المنتخب الأرجنتيني وجمهوره الحاضر
بكثافة.
أصاب الهدف المبكر والمباغت
لاعبي الأرجنتين بالتوتر والارتباك، فتعددت التمريرات الخاطئة في وسط
الملعب خاصة من الثلاثي غاغو وماسكيرانو ودي ماريا المكلفين بنقل الكرة إلى
وسط ملعب الأوروغواي.
على الجانب الآخر استغل المنتخب
الأوروغواياني الموقف تماماً فانكمش مدافعاً من وسط ملعبه، وعمل لاعبوه
على الضغط المبكر على مهاجمي الأرجنتين لإفساد هجماتهم سريعاً عن طريق تضيق
المساحات وهو ما عانى منه أغويرو وميسي وخاصة الأول الذي كرر توغله في
الدقيقة 15 عندما انطلق من الجهة اليسرى ومر من كل مدافعي الأوروغواي قبل
أن يهدي الكرة بغرابة إلى الحارس موسليرا.
لم يهدأ أو ييأس المنتخب
الأرجنتيني وسعى بكل طاقته لإنقاذ الموقف سريعاً على الرغم من صلابة الدفاع
الأوروغواياني وفي الدقيقة 18 وصلت الكرة إلى المبدع ميسي المتمركز ناحية
اليمين على مقربة من منطقة الجزاء فدخل إلى وسط الملعب ثم أهدى تمريرة
حريرية شديدة الإتقان على رأس هيغواين فارتقى لها الأخير برشاقة وقوة وسدد
الكرة برأسه في الشباك محرزاً هدف التعادل في الوقت "الرائع" لتعود
المباراة إلى المربع رقم واحد مرة أخرى.
شعر تاباريز مدرب المنتخب
الأوروغواياني بالخطر بعد التعادل السريع لأصحاب الأرض خاصة مع اهتزاز أداء
مدافعيه فأجرى تغييراً مبكراً بإخراج قلب الدفاع ماوريسيو فيكتورينو ودفع
بالبديل سكوتي في الدقيقة 20.
سيطر تماماً المنتخب الأرجنتيني
على مجريات اللعب مع انتصاف الشوط الأول وأصبحت الهجمات باتجاه مرمى
الحارس الأوروغواياني موسليرا، بفضل التفوق المهاري الكبير لراقصي التانغو
وفي مقدمتهم أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي فتى برشلونة المدلل، الذي انبرى
لركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 30 وكعادته نفذها
بإتقان على رأس هيغواين الذي كرر تفوقه مجدداً وأسكن الكرة في الشباك، إلا
أن الحكم ألغى الهدف بداعي تسلل المهاجم الأرجنتيني.
وبدا أن الفريقين متعادلين في
كل شئ ففي الدقيقة 34 أحرز المدافع مارتن كاسيريس هدفاً مفاجئاً بعد أن
ارتدت له الكرة من العارضة إلا أن حكم اللقاء عاد وألغى هدف التقدم
الأوروغواياني بداعي التسلل.
ارتفعت حرارة اللقاء بشكل كبير
مع نهاية الشوط الأول بسبب اعتماد لاعبي الوسط الأوروغوانيين على الالتحام
القوي والخشن للحد من التفوق المهاري الأرجنتيني، وكان من نتيجة ذلك خروج
دييغو بيريز محرز هدف الأوروغواي مطروداً في الدقيقة 39 بعد حصوله على
البطاقة الصفراء الثانية، فأكمل المنتخب الأوروغواياني الوقت المتبقي من
اللقاء بعشرة لاعبين.
لم يفت الطرد من عزم المنتخب
الأوروغواياني رابع كأس العالم الماضية وتألق بشدة مهاجمه ونجمه دييغو
فورلان مع نهاية الحصة الأولى، عندما مرر كرة ساقطة بذكاء شديد إلى قائد
الفريق دييغو لوغانو الذي سددها برأسه فاصطدمت بالعارضة وذهبت إلى خارج
الملعب في الدقيقة 44، وأطلق حكم اللقاء عقب ذلك صافرته معلناً نهاية الشوط
الأول، ووضح أننا نشاهد مباراة رائعة بين فريقين أحدهما وهو الأوروغواي
متفوق بشدة في ألعاب الهواء والثاني وهو المنتخب الأرجنتيني الذي اعتمد
بشكل كامل على مهارات لاعبيه الفردية وتمريراتهم القصيرة السريعة.
الشوط الثاني
أصبح السؤال مع انطلاق الشوط
الثاني هو "هل ينجح المنتخب الأرجنتيني ومدربه باتيستا في استغلال التفوق
العددي أم أن قوة مدافعي الأوروغواي وانتشارهم الجيد وتفوقهم في ألعاب
الهواء سيعادل كفة الفريقين؟".
على عكس المتوقع انطلق المنتخب
الأوروغواياني مهاجماً بشجاعة مع حرصه الشديد على التأمين الدفاعي
والانقضاض القوي على راقصي التانغو لحظة احتفاظهم بالكرة.
وهدأ اللعب قليلاً لأول مرة منذ
انطلاق اللقاء قبل أن يخترق دي ماريا حاجز الصمت ويطلق تصويبة صاروخية
تذهب فوق العارضة بسنتيمترات قليلة في الدقيقة 55.
وفي الدقيقة ستين كان الظهور
الهجومي الأول لراقصي التانغو في الشوط الثاني عندما وصلت الكرة لصناع
ألعابه وعقله المفكر ميسي الذي مررها لأغويرو فاخترق الأخير مجدداُ من
الجانب الأيسر ثم أرسل تمريرة للمتقدم من الخلف زاباليتا فأطلق تسديدة قوية
ذهبت فوق العارضة.
وانفتح اللعب على مصراعيه
تماماً من الجانبين بسبب إصرار المنتخب الأوروغواياني على مبادلة الأرجنتين
الهجوم وعدم الركون للدفاع المطلق، وهو ما أعطى الفرصة لأصحاب الأرض
للانطلاق بهجمات مرتدة سريعة، استغلالاً للمساحات الخالية في الدفاع.
وفي الدقيقة 72 شعر باتيستا
بانخفاض الأداء الهجومي لفريقه واستسلام لاعبي الوسط للضغط الأوروغواياني
العنيف فأخرج دي ماريا ودفع بنجم باليرمو الإيطالي خافيير باستوري، لعله
يتمكن من فك شفرة الدفاع الأوروغواياني.
ورغم كل التعديلات في صفوف
المنتخب الأرجنتيني إلا أن دائماً الحل ما يكون عن طريق ميسي ففي الدقيقة
77 أهدى الأرجنتيني الموهوب كرة ولا أروع إلى هيغواين الذي أحسن استقبالها
وظهره في مواجهة المرمى ثم استدار برشاقة كبيرة وأطلق قذيفة صاروخية ارتدى
لها موسليرا قفاز الإجادة وأخرجها إلى ركلة ركنية.
لم تمض دقيقة واحدة بعد ذلك إلا
وكان الرد قاسياً من جانب المنتخب الأوروغواياني عندما أهدى سواريز تمريرة
رائعة لفورلان المنفرد الذي كاد أن يستحوذ على الكرة لولا التدخل السريع
والحاسم من جانب الحارس سيرخيو روميرو.
وواصل فورلان تنفيذه الرائع
للكرات الثابتة ففي الدقيقة 84 انبرى لركلة ركنية فذهبت الكرة على رأس قلب
الدفاع لوغانو الذي ارتقى لها بفدائية وسددها برأسه فذهبت فوق العارضة
بقليل بعد أن انخلعت لها قلوب الجماهير الأرجنتينية، التي عادت وتلقت صدمة
عنيفة عندما أشهر حكم اللقاء البطاقة حمراء في وجه قائد الفريق ماسكيرانو
بعد تدخله العنيف على مهاجم الأوروغواي وليفربول الإنكليزي لويس سواريز في
الدقيقة 86.
ومع الزفير الأخير من عمر الشوط
الثاني شهد الجميع قمة الإثارة والندية في اللقاء فالفريقان كان كلاهما
على أعتاب إحراز الهدف الثاني فقبل النهاية بدقيقة واحدة انبرى تيفيز "الذي
نزل بديلاً لأغويرو في الدقيقة 84"، لركلة حرة مباشرة سددها بقوة فردها
بصعوبة بالغة حارس الأوروغواي لتصل إلى المتابع هيغواين فسددها "على
الطائر" مباشرة إلا أن موسليرا عاد وأخرج الكرة بصعوبة شديدة وبفدائية ولكن
بصدره هذه المرة.
حاول لاعبو الأوروغواي أن
يوجهوا الضربة القاضية لأصحاب الأرض مع الدقيقة الأخيرة عندما وصلت الكرة
إلى المتألق سواريز الذي مر من زاباليتا بمهرة فائقة قبل أن يرسل عرضية إلى
فورلان الذي سددها برأسه ذهبت فوق العارضة.
الشوط الإضافي الأول
ارتفعت الروح المعنوية للمنتخب
الأوروغواياني بعد تساوي الكفتين تماماً حتى في حالات الطرد، وانطلق
مهاجماً مع بداية الشوط الإضافي الأول وفي الدقيقة 95 أطلق ألفارو بيريرا
قذيفة صاروخية ذهبت فوق العارضة وسط صمت وذهول كل من في الملعب.
شعر باتيستا أن لاعبي
الأوروغواي بدأوا يتفوقون على الصعيد البدني فعمد إلى تغيير ثالث وأخير
بإخراج لاعب وسط ريال مدريد فرناندو غاغو ودفع بلوكاس بيليا لاعب وسط
أندرلخت البلجيكي في الدقيقة 96.
استشعر الأرجنتينيون الخطر
فعمدوا مجدداً إلى تسليم ميسي الكرة بغية تهدئة اللعب وتحقيق تفوق فردي
ومهاري على لاعبي الأوروغواي، وبالفعل حصل نجم برشلونة على ركلة حرة مباشرة
على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 100 انبرى لها اللاعب ذاته إلا أن
موسليرا تدخل من جديد وأنقذ الموقف، وبعد أربع دقائق انخلعت قلوب
الأرجنتينيين في المدرجات لفرصة ضائعة جديدة من منتخب بلادهم عندما مرر
زانيتي كرة بينية ماكرة لهيغواين الذي سددها مباشرة في المرمى فارتدت من
العارضة وذهبت إلى داخل الملعب قبل أن يشتتها دفاع الأوروغواي، فانتهى
الشوط الإضافي الأول باستمرار التعادل الإيجابي بهدف لكل من المنتخبين.
الشوط الإضافي الثاني
تواصل الأداء التاريخي من
المنتخبين الذين قدما واحدة من أجمل وأفضل مباريات البطولة على مر تاريخها
وفي الدقيقة الأولى من الشوط الإضافي الثاني كاد فورلان أن يحسم الأمور
ويسجل الهدف الثاني من تسديدة خاطفة ذهبت فوق العارضة ورد ميسي بتسديدة
أرضية بعدها بدقيقة واحدة أمسكها بثبات موسليرا.
ودخل كل من في الملعب في مشاهدة
فاصل ممتع من الثنائي باستوري لاعب الأرجنتين والحارس موسليرا حيث أطلق
الأول أكثر من ثلاث تصويبات مباشرة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها
جميعاً باقتدار حارس الأوروغواي الذي قدم مباراة العمر.
مع نهاية اللقاء وصلت الكرة إلى
ميسي الذي صال وجال مجدداً ومر من كل مدافعي الأوروغواي ثم دخل منطقة
الجزاء قبل أن ينقض عليه موسليرا ويفسد محاولته مرة أخرى، وظل الاشتباك
قائماً بين الفريقين حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الشوط الثاني
الإضافي ودخول المنتخبين في مرحلة ركلات الترجيح.
ركلات الترجيح
وفي ركلات الترجيح أحرز للأوروغواي كل من فورلان وسواريز وسكوتي وغارغانو وكاسيريس.
وأحرز للأرجنتين ميسي وباستوري وبورديسيو وهيغواين وأخفق تيفيز.
تشكيلة الأرجنتينلحراسة المرمى : سيرخيو روميرو
للدفاع : بابلو زاباليتا - نيكولاس بورديسو- غابرييل ميليتو- خافيير زانيتي
للوسط : فرناندو غاغو(لوكاس بيليا) - خافيير ماسكيرانو - آنخل دي ماريا (خافيير باستوري)
للهجوم : ، سيرخيو اغويرو(تيفيز) - ليونيل ميسي - غونزالو هيغواين
تشكيلة الأوروغوايحراسة المرمى: فرناندو موسليرا
الدفاع: ماكسي بيريرا – دييغو لوغانو – ماوريسيو فيكتورينو (أندريس سكوتي)– مارتن كاسيريس
الوسط: دييغو بيريز – أريفالو ريوس (سيباستيان إيغورين)- ألفارو غونزاليس- ألفارو بيريرا (والتر غارغانو)
الهجوم: دييغو فورلان – لويس سواريز