السعودية وكوريا الشمالية في أسيا
الفيفا: مواجهة الفراعنة والخضر الأشرس بتصفيات مونديال 2010
جانب من أحد لقاءات مصر والجزائر بالتصفيات
شهدت تصفيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 رقما قياسيا من المباريات؛
حيث أقيمت 853 مواجهة تضمنت العديد من المباريات المثيرة والنتائج المفاجئة
التي أذهلت المتابعين، أبرزها مباراة مصر والجزائر، والسعودية وكوريا
الشمالية، وسلوفينيا وروسيا، والأرجنتين وبوليفيا.
وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أن التصفيات
الإفريقية لأول بطولة كأس عالم تقام على أراضي القارة السمراء، كانت من
أشرس التصفيات التي أقيمت في تاريخ البطولة، وبالتحديد المنافسة التي دارت
بين منتخبي شمال إفريقيا مصر والجزائر على مدار ثلاث مباريات.
وأوضح أن مباراة الذهاب في شهر يونيو/تموز 2009 بمدينة بليدة شهدت تفوق
ثعالب الصحراء على المنتخب المصري، الذي كان مرشحا بقوة للتأهل عن هذه
المجموعة بعد أن كان تربع على عرش القارة الإفريقية مرتين على التوالي في
مصر 2006 وغانا 2008، وانتهت المباراة الأولى بفوز الجزائر 3-1.
وبعدها بخمسة أشهر أقيمت مباراة العودة في القاهرة ضمن الجولة الأخيرة
للمجموعة الثالثة، وكان على الفراعنة الفوز بفارق هدفين كي يتساووا مع
منافسيهم في النقاط والأهداف على قمة المجموعة أو الفوز بفارق ثلاثة أهداف
حتى يتأهلوا مباشرة، وعلى ملعب القاهرة الدولي وأمام 80 ألف متفرج منح
المهاجم عمرو زكي التقدم للمصريين بهدف في الدقيقة الثالثة، وانتهى الوقت
الأصلي للمباراة، وبدا أن الجزائر في طريقها إلى جنوب إفريقيا، ولكن عماد
متعب رفض أن يمنحهم تذكرة التأهل هذا اليوم، وأحرز الهدف الثاني لمصر في
الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليفرض إقامة مباراة فاصلة بعدها
بأربعة أيام على أرض محايدة، واختيرت مدينة أم درمان بالسودان لتكون مسرحا
لأحداث هذه المباراة التاريخية.
وجاء يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 ليحدد أي المنتخبين سيتأهل للعرس
الكروي العالمي ثالث مرة، فالفريقان كانا قد تأهلا مرتين فقط من قبل، وكان
آخر ظهور للفراعنة بالمونديال عام 90 في إيطاليا، بينما شهدت نسخة 86 في
المكسيك آخر ظهور لثعالب الصحراء، وشهدت المباراة حضورا جماهيريا غفيرا من
الطرفين أظهر مدى أهمية هذه المواجهة في البلدين، وكان الجزائري عنتر يحيى
بطل اليوم بدون شك بعد أن نجح في إحراز هدف المباراة الوحيد بالدقيقة 40
ليمنح منتخب بلاده مقعدا في جنوب إفريقيا 2010.
السعودية وكوريا
وأشار موقع الفيفا إلى أن مباراة السعودية وكوريا الشمالية في الجولة
العاشرة والأخيرة من مباريات المجموعة الثانية بالتصفيات الأسيوية كانت
ساخنة؛ حيث كان يحتاج الأخضر الذي شارك بالمونديال أربع مرات من قبل للفوز
للتأهل المباشر، فيما يحتاج المنتخب الكوري الشمالي الذي غاب عن العرس
الكروي منذ عام 1966 حين شارك لأول مرة، إلى التعادل.
ورغم أنه نظريا كانت المهمة سهلة للمنتخب العربي بالنظر إلى فارق الخبرة
بين الفريقين وكونه سيلعب على أرضه ووسط جماهيره، إلا أن المنتخب الكوري
استبسل ضد الهجوم السعودي ليحقق التعادل وينتزع بطاقة التأهل.
وتعد مواجهة سلوفينيا وروسيا في الملحق الأوروبي الأشرس أوروبيا؛ ففي
مباراة الذهاب التي أقيمت في موسكو أمام ما يزيد عن 70 ألف متفرج؛ تقدم
أصحاب الأرض بهدفين عن طريق الموهوب دينيار بيلياليتدينوف، ولكن وقبل
انتهاء المباراة بدقيقتين؛ أحيا البديل نيتش بيتشنيك آمال سلوفينيا بعد
نزوله أرض الملعب بست دقائق فقط، وأحرز هدفا لمنتخب بلاده، مقلصا الفارق
لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1 لصالح المنتخب الروسي.
وبعد أربعة أيام أُقيمت مباراة العودة، وفاجأ المنتخب السلوفيني الجميع،
وعاند التاريخ عندما أصبح أول فريق في تاريخ مباريات الملحق يقلب هزيمته في
المباراة الأولى إلى فوز، وتأهل إلى المونديال بفوزه على روسيا عن طريق
زلاتكو ديديتش الذي أحرز هدف المباراة الوحيد قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة
واحدة.
وتعتبر مباراة بوليفيا والأرجنتين في تصفيات أمريكا الجنوبية الأشرس، خاصة
وأنه عندما انتشر خبر خسارة الأرجنتين من بوليفيا بنتيجة 6-1 ظن الكثيرون
أنها من المؤكد كذبة أبريل، فلم يكن أشد المتشائمين الأرجنتينيين أو
المتفائلين البوليفيين يتصور أن تنتهي المباراة التي أقيمت يوم 1
إبريل/نيسان 2009 ضمن تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية بهذه النتيجة المذلة
لكتيبة التانجو.
دخل المنتخب الأرجنتيني الجولة الثانية عشرة من التصفيات وفي جعبته خمسة
انتصارات، منها فوز على بوليفيا تحديدا بنتيجة 3-0، وأربعة تعادلات
وخسارتان، بينما كان الفريق البوليفي قد عانى من ست هزائم وثلاثة تعادلات،
ونجح في الفوز بمباراتين فقط أمام باراجواي وبيرو، لذا كانت كل الرهانات
تذهب لكفة الأرجنتين.