العالم الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

لقد أشارت الدراسات في وقت قريب أن الإنسان حالة متطورة من القردة فأثارت هذه الدراسات حفيظة عديد من الديانات و ذلك لأن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم و اصطفاه عن سائر المخلوقات بالعقل و لم يفهم معظم الناس سبب هذه النتيجة المتوصل إليها فمنذ أن خلقت الأرض و الحيوان سخر لخدمة الإنسان فكيف له أن يكون أصلا له و من أقدم الشعوب و أقدم حالات البشرية حسب التاريخ أيضا و حسب الدراسات كانوا الأندرتاليين فرغم أنهم ذو بينة مرفلوجية غريبة و بعيدة عن بنية الإنسان المعاصر إلا أنها كانت تتميز بالعقل و بعيدة تمام البعد على القردة فتطورت هذه الشعوب مع مرور الزمن و ظهر العديد من انواع البشر حتى يومنا هذا و عصرنا هذا و الذي بدوره ينقسم إلى عالم متقدم و عالم متخلف حتى أنهم يدعون بالأرقام كالعالم الأول و العالم الثالث و هذا الأخير الذي ننتسب إليه نحن العرب و كل البلدان المتخلفة و ذلك لتبعيتنا في شتى المجالات للعالم المتقدم ,إلى هنا كل شيئ عادي رغم بعض المتناقضات و التي سنتطرق إليها لاحقا , لكن ما هو غريب أنه خلال السنوات الأخيرة تم التعرف على عالم قد يكون عالما رابع باعتقادي و هو العالم الذي بحسب اعتقادي هو من أجريت عليه الدراسات ليقال بان الإنسان أصله قرد , لا تستعجلوا فسآتيكم بالمفيد الآن

قد تكون البكالوريا في وقت سابق الشهادة الوحيدة المعترف بها و التي تجسد مصداقية العلم و التربية في وطننا و في جميع الأوطان و هي شهادة ترسي بصاحبها إلى المستقبل المضمون و العلم ذي الدرجة العليا لكنها اليوم باتت تأشيرة إلى عالم الحرية و تأشيرة لعالم الفسق و بساطا يفرش على المبادئ لبلوغ العالم الرابع ,قد يكتئب بعض الناس عندما يتذكرون بانهم من العالم الثالث لكن هذا قمة العظمة و هم لا يعلمون فالعالم الثالث سمي كذلك لأنه ذو تبعية في الإقتصاد و السياسة و العلم و هنا كان في يوم من الأيام هو الرائد فالعالم الثالث و العرب بالأخص كانوا روادا للعلم و الحضارة و مرجعا للثقافات و العلوم و نتيجة لظهور مسبق لثلة من العالم الرابع أطاحت به ليصبح عالما ثالثا ,لا تقل أيها القرائ بأن هذه فلسفة أو خرافات قبل أن تعلم من هم العالم الرابع
العالم الرابع هم أولئك المخنثون الذين يشوكون شعرهم و يلبسون سراويل لا تكاد تسترهم و العالم الرابع هم أولئك الذين يتشبهون بالنساء و هم يعتبرون هذا حضارة ,العالم الرابع هو تلك الفتيات اللائي يعتبرن التعري حضارة ,العالم الرابع هو تلك الفتيات اللائي يعتبر الحديث و الضحك مع الشباب تفتحا ,العالم الرابع هو تلك الفتاة التي لا تبالي بقريبها ولا تحسب حسابا للعرض و الشرف و التقاليد و تقضي ساعات طويلة في حديث مع شاب غريب أمام مرأى قريبها و تعتبر ذلك تفتحا ,العالم الرابع هي تلك الفتاة أو ذلك الفتى الذين يعتبرون الحرم الجامعي مرحا جامعيا و مكانا للهو و المجون , العالم الرابع هو تلك الفتاة التي تدرس و تجتهد ليس للشهادات العليا لكن من أجل الحرية و امعانقة المجون, العالم الرابع هو أن يجسد الجامعيات مسابقات غربية في الحرم الجامعي كمسابقة ملكة جمال الإقامة و غيرها
فبدل أن تقلد الفتاة الجزائرية نظيرتها الفرنسية في التواضع أصبحت تقلدها في ضحكاتها المثيرة و الشاذة , و بدل أن تقلد الفتاة الجزائرية نظيرتها البريطانية في بحوثها و حب الإكتشاف أصبحت تقلدها في التعري و إثارة الذكور, و بدل أن تقلد الفتاة الجزائرية نظيرتها الإسبانية في سلاسة حديثها و ثقافتها أصبحت تقلدها في نظراتها الحميمة و الدعوة إلى المجون, و بدل أن تقلد الفتاة الجزائرية نظيرتها البرتغالية في جمال روحها و خفة دمها أصبت تقلدها في اكتساب أكبر عدد ممكن في الأصدقاء الذكور
و كل هذا التقليد ما هو إلا نقطة من بحر ما أرى بين أوساط الجامعيات
أما الجامعيين الذكور فحدث ولا حرج و أقل ما يمكنني أن أقول هو أن الدراسات التي سبق و ذكرتها تنطبق عليهم و لا شك أن أمثالهم هم من أجريت عليهم لتتوصل إلى هذه الحقائق فتماما كالقرد لو تعطيه لباسا كرنفاليا أي متعدد الألوان و مشعشع كما نقول بلهجتنا و من جهة أخرى تعطيه لباسا أنيقا و حسب الأصول سيختار دون شك اللباس الكرنفالي و تماما كالقرد الذي يهوى التهريج

هذه دراسة بسيطة للعالم الرابع و أستثني منه أولاد الأصل و بنات الحلال و أخص به من يعتبر البكالوريا شهادة و تأشيرة يسخرها ليضرب من خلالها المبادئ بعرض الحائط و يتناسى من خلالها أصوله و أقاربه ليتفتح و يتحضر و ما هذا بتفتح بل تمرد على الأخلاق التي تربينا و كبرنا و ترعرعنا معها في بيت أجدادنا أم أنهم تناسوا باننا أولاد و أحفاد شهداء و من المنكر أن نستغني عن كل هذا من اجل التفتح؟ و الحضارة العمياء؟