جريدة النهار أصبحت غرابا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

كل يوم و كل صباح تطل علينا جرائدنا الموقرة بألحان جديدة بل و في كل قضية و في كل مناسبة يتهافتون إلى من يمسح أحذية أكثر و في كل مناسبة تردد أغنية الوطنية المزعومة و أنهم بأقلامهم يدافعون عن الجزائر و يسهرون على أن تبقى الجزائر بخير لكن أغبى الأغبياء من يصدقها و أحمق الحمقى من يشتري جريدة النهار لغاية غير إلقاء نظرة عن النكت أو من يشتري جريدة الشروق فضولا إن كان هنالك فتنة جديدة. هكذا يرى معظم الأحرار هاته الجرائد نكت و قصص غرام منسوجة من وحي الشذوذ الذي عرفت به الجريدتين لكن أكثر ما يلفت الإنتباه في جريدة النهار التي سنركز عليه اليوم هو التشاؤم فمعظم مواضيعها قتل و اغتصاب و جرائم إلى أن وصل بها الأمر إلى أن تصبح غرابا لا تنبئ إلا شرا فالصورة المدرجة في الموضوع هي عبارة عن عناون لموضوع نشرته النهار و هو بعنوان"حريق في ميترو الجزائر" لا شك أن معظم الذين قرأوا هذا العنوان قد فزعوا و تشاءموا قبل أن يكملوا قراءة الموضوع و بصراحة هذا حالي أنا فقد فزعت فور وقوع عيني على العنوان لكن بعد استكمالي للموضوع تبين أن الموضوع في وادي و العنوان في وادي و لا شك أنها طريقة جديدة لجلب القراء و جعلهم يذوبون فضولا لقراءة الموضوع و هذه باتت حيلة جرائدنا للأسف فالخبث و الحيلة وسيلتهم لجذب القراء فمتى كانت الصحافة تعتمد التشاؤم في عملها ، قالوا بأن الصحافة مهنة المتاعب لكن لم يقولوا أنها مهنة الكذب و مهنة الخبث و مهنة الحيلة حتى و إن طلب فيها قليل من الذكاء لكن ليس لحد أن نتشاءم فمعظم الجزائريين يحبون "تفاءلوا خيرا تجدوه" و كل الجزائريون لا تحلوا لهم قهوة الصباح إلا مع الجريدة فإن استفحلت ظاهرة التشاؤم في جرائدنا فقط لجلب القراء فالأكيد أن صباح الجزائري لن يعود صباحا سعيدا بعد اليوم و ما دامت جرائدنا تعتمد التشاؤم في عملها فأين الخير الذي تزعم أنها تريده للبلاد ؟
و كنصيحة مني كان الأجدر بأن تجدوا عنوانا مغري أكثر من الذي اخترتموه أليس من العيب أن تتشاءموا و تعكروا صباح الجزائري فقط لتصلوا إلى رغبتكم؟ أما كان بالإمكان مثلا أن تدرجوا الموضوع بعنوان" لا خوف على ركاب الميترو بعد اليوم" و باحترافية تستطيعون جلب القارئ إلى المعنى المراد بالعنوان أم أن احترافيتكم تقتصر فقط على زيادة المبيعات؟
كفاكم خبثا و كفاكم نفاقا و كفاكم كذبا فأنتم زعزعتم المنتخب الجزائري بعدما اعتلى القمم و أنتم من زرعتم بذور الفتنة و أراكم اليوم غربانا تنعقون كل صباح على المواطن البريئ و في الكواليس تصبحون بلابل للنظام الفاسد تطربونه بأعذب ألحان الشيتة. حكموا ظمائركم و كفاكم قذارات و كفاكم استغفالا للمواطن المسكين و كفاكم لعبا على وتر الوطنية فالأحرار يعرفونها جيدا و اذهبوا إلى الجحيم أنتم و المفسدون