بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أيها الأعضاء الكرام ، أيها الجزائريون الأحرار... منذ أن أتى على لسان أحد الصحفيين على قناة اليتيمة بأن هنالك خطاب لرئيس الجمهورية و الذي سيلقيه على مسامع الأمة و أنا متشوق لسماعه و معرفة فحواه ليس اهتماما مني بما سيقوله فخامة الرئيس لكن رغبة في تأكيد فرضية افترضتها بيني و بين نفسي ، فالكل كان يتهامس و يتراهن على احتمال أن يأتي في الخطاب شئ جديد ، أما أنا فقد تكهنت بأن هذا الخطاب ما هو إلا تحلية للزجبة المتناولة مؤخرا في اجتماع الوزراء و التي كانت قد طبخت بتوابل معتادة ألفها الشعب و هي عبارة عن "تبلعيط" بحت بنكهة الكذب و النفاق ، و كان الخطاب الذي ألقاه فخامة الرئيس أكثرا نفاقا و كذبا ابتداءا من توقيته حيث أن الخطاب قيل بأنه سيكون مباشرا لكن للأسف كان استغباءا أيضا للشعب ظنا من النظام بأننا نائمون على آذاننا فمن ذا الذي سيصدق بأن الخطاب مباشر ؟ إلا المنافقين و الشياتين الذين سيعتبرونه مباشرا حتى و إن كتب "مسجل" أما "الحاذق" فلابد أن ينتبه إلى تقطع الصورة بين الحين و الآخر دليل على أن الفيديو كان مركبا لا تصويرا مباشرا بالإظافة إلى هفوة أخرى و لكم أن تعيدوا تتبع الخطاب و ستتأكدون بأنفسكم فقد قال "فخامة الرئيس" في إحدى الجمل :" أيها المواطنون الأفا" فتقطعت الصورة و بعد ثانيتين قال "ضل" دليل بأنها تكملة و لو كان مباشرا لكان قد نطق كلمة مغايرة.
على كل لسنا في في موضوعنا نرغب في تحليل الخطاب لأن هذا ليس يعنينا بل كل ما يعنينا هو أنه إلى متى سيبقى النظام مستغبيا للشعب و إلى متى سيتستمر في الكذب ؟ و أنا إن كتبت هذا المقال ليس لشئ إنما تعبيرا مني على غيضي الشديد الذي ينتابني كلما ظهر النظام في صورة "الفايق" و يتسغبي الشعب ، ثم إني أريد القول: ما حاجتنا للخطاب و ما حاجتنا للتذكير بأمر ليس لنا فيه ناقة و لا جمل طالما أن النظام هو من "يحل و يربط" ، أما أن السيد عبد العزيز بوتفليقة أراد أن يطل علينا ليمسي علينا و يقول "أنا عايش يا ناس"؟ و يمرر بذلك رسالة لكل خصومه بأنه حي يرزق بعدما قالوا بأنه مريض و لا قدرة له على ممارسة السياسة؟
و أنا سأسأل سؤالا : ما الذي يلزم الجزائر أن تتمسك برجل محاط بدروع واقية لإخفاء حالته و أنا أكلل قولي هذا بأن أشد انتباهكم إلى أكتاف فخامة الرئيس فكلما حرك ذراعه نلاحظ انكماش البدلة من مكان واحد دليل على وجود درع واقي أسفل البدلة و هذا ما يدعوا للغيض و الحسرة فكيف لجزائر الأحرار و أم الرجال أن تتناسى خيرة أبنائها و تتمسك بمن تفرضه الأيادي الخفية فهل هي فقيرة للرجال مثلا؟
الجزائريون متفقون على أن لا ثورة و لا فوضى سنسمح بها حبا منا للجزائر و عشقا منا لبلادنا و رفضا منا على أن نرمي بوطننا إلى التهلكة و من تسول له نفسه أن يتسبب في هذا سنكون له شوكة في حلقه و سنكون له النار التي تكويه و نقف رجلا واحدا ضد الفتنة و إدخال البلاد في صراع لكن لابد أن نحترم و لابد أن يحسب لنا ألف حساب فنحن الشعب الذي لا يخاف و لا يهاب شبابنا من خيرة الشباب فلما يصرالنظام على استغبائنا و لما يصر على أن يضحك علينا "بزوج كلمات" كفى تقزيما لعقولنا و كفى استصغارا لإمكاناتنا و كفى تهميشا لقراراتنا، اتركوا الجزائر تختار فلها رجال أحرار و لها شبان أخيار .
فإلى متى؟