بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أعضاءنا الكرام، أنا جزائري أحب الجزائر و أعشقها و كثيرا ما أردد مقولتي الشخصية ، ليت الجزائر فتاة كي أحضنها و أضمها إلي بقوة كي أعبر عن حبي لها و أعلم يقينا أن الكثيرين من الأحرار يساندونني في هذا و يحبون الجزائر مثلي بل و أكثر ، لكن الحب يختلف و العشق يختلف و لكل طريقته في التعبير عن الحب ، فهنالك من يحب بخوف و هنالك من يعشق بشجاعة و أنا اخترت أن أعشق بشجاعة و لا أرضخ للقواعد المفروضة علي فأنا أحب الجزائر بلا حدود و بدون حواجز ،أحب الجزائر عفويا و أبين لها حبي بتلقائية و لا أريد أن يملي علي أحد كيفية حبها ، أنا أحبها كما أحبها أجدادي الشهداء قالوا :"خذي النفس يا جزائر،خذي الدم يا جزائر" و خاطبوا الجزائر كوطن و لم يخاطبوها كدولة أو كسلطة. و أكرر لابد أن هنالك من يفهم علي بلا شك ما أود أن أرمي إليه و لابد أن الكثيرين ممن يعشقون الجزائر بحب شجاع ليس بخوف و طاعة.
أما الآخرون فهم يحبونها فقط لأنهم اعتادوا الطاعة و ذلك ربما لأنهم في صغرهم كانوا يعشقون حصة الإملاء ، على خلافي أنا و غيري من الأحرار، نعشق حصة التعبير الكتابي لأن فيه فرصة للإبداع و فيه نوعا من اللاحدود نكتب ما نشاء و ننتظر العلامة و نقتنع بها مهما كانت لأننا معتادون على تحمل المسؤولية و معتادون على تحمل نتائج عفويتنا و إبداعنا فإن كانت العلامة ضعيفة فذلك لأننا تقيدنا فقط بعدد الأسطر التي سطرت لنا من طرف المعلم و لم نبح بكل ما لدينا فهذا جزاء احترام الكبير و نعلم أنه لو منحت لنا صفحات و مساحة أكبر لأبدعنا أكثر ، هكذا هو حب الوطن الحقيقي حصة تعبير كتابي نكتب في حدود ما سطر لنا ليس من طرف السلطة و السلطان بل ما سطر لنا من طرف ديننا قيمنا و مبادئنا و تاريخنا فلحد الآن نحن نكتب في مستوى عدد الأسطر لكن نعدكم قريبا إن كثر عشاق الإملاء أننا سنتجاوز هذا المستوى و نبدع حينها بالسلاح لا بالقلب و القلم، تماما كما فعل أجدادنا.
نحن أحفاد مصطفى بن بولعيد و العربي بن مهيدي الذين رفضوا الذل و قالوا لا للإستسلام ، أما ما يشاع في هذه الآونة الأخيرة من طرف بعض عشاق الإملاء فهو يتنافى تماما مع مبادئنا و تاريخنا فنحن لم نتعلم الخوف من بشر أو من مؤسسة أو من نظام أو منظمة، نحن دائما كنا معروفين بالنيف و رفض الذل و هذا ما جعلنا جزائريين و ما أدراك ما الجزائري، الجزائري لا يخاف و لا تلوى له ذراع فأن تنتخب بإرادتك أيها الشعب العظيم فهذه قناعة شخصية أحترمها و لأن فيها نوعا من قوة الشخصية أما أن تنتخب فقط لأنهم يهددونك ببرنار ليفي فهذا أمر سيفقدك شرفك كجزائري لأننا لم نعتد أبدا أن نكون أطفالا يرهبوننا "بالبعبع" نحن كجزائريين يعرفنا العالم كله أننا لا نخاف و لا نرهب و لا نردع فإن قالوا هنالك "بعبع" إياكم أن تتحركوا تحركنا "زكارة" لنرى مدى حقيقة هذا البعبع و هكذا كبرنا على هذا المبدأ دائما ما نفعل عكس ما يأمروننا به فقط لنتأكد من صحة ما يقولون، هذا ما يفعله أصحاب المصالح هذه الأيام فلو عدتم معي للوراء أو بالأحرى لو تخيلتم معي ستكتشفون صحة ما أقول ، تخيلوا أن الشعب طفل صغير و السلطة هي الأب، هذه السلطة لها غاية في نفسها و تريد أن تصلها بكل الوسائل و هذا الطفل الصغير يشوش عليه مخططه (أقصد السلطة) فماذا سيكون رد فعل الأب؟ أكيد أن الأب سيحاول ردع هذا الطفل بالتخويف و الترهيب (اقعد ولا يجي بعبع) فما على الطفل إلا أن يسكت بل أحيانا أخرى ينام و هو مرعوب و يبقى الأب يسرح و يمرح بمخططه ، أما نصيحتي للشعب فهو
أن يكون ذلك الطفل الجريئ الذي لا تلوى له ذراع و يكون ذلك الطفل الذي لا يخاف و ينتظر حقيقة هذا البعبع ، الشعب الجزائري لا يخاف و إن حدث و أتى هذا البعبع فالشعب الجزائري ليس معتادا على النوم مرعوبا بل معتاد على المواجهة ، و هو مستعد للدفاع عن لقب المجاهد و المحارب حتى لو كان الخصم عزرائيل ذاته و أنا شخصيا متشوق لمواجهة البعبع لألتحق بقافلة الشهداء و لأكرر مجد أجدادي.
أرجو أن يكون رأي الشعب كرأيي لألا يبقى طفلا "أنوشا" يستغبى و ينام مرعوبا. و أرجوا أن يكون الشعب هو البعبع الحقيقي الذي يرهب الأب و يوقعه في شر أعماله . أحب الجزائر ،أحب الشعب الجزائري، تحيا الجزائر.