الآن أقول لكم لماذا لم أنتخب...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
منذ مدة و أنا أجسد حقي الديمقراطي في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، لكن حقي كان على طريقتي فأدليت برأيي الصريح في موعد 10 ماي 2012 أما الجميع و قلت أنها استغباءات و ليست انتخابات، و تلقيت سيلا من الاتهامات بالخيانة و عدم الوطنية و انعدام المسؤولية و الضمير الوطني، فقط لأنني كنت متفطنا للعبة القذرة التي حاكها النظام القذر على حساب الشعب الجزائري الذي ضرب في كيانه و قراره و استغبي مرة أخرى و دعوني أفسر لكم كيف تمت اللعبة...
رغم أن الجزائريين الأحرار تصدوا لكل محاولات التشويش و التحريض على الثورة التي دخلت ضمن مصطلح الربيع العربي، فكانوا أكثر الشعوب حبا لوطنه و الأكثر تفطنا لمصالح الغرب و اتضح ذلك جليا في صد محاولات العميل "سعيد سعدي" و غيره...، لكن النظام لا يقل قذارة على "سعيد سعدي" و أتباعه، فمنح اعتمادات كثيرة لأحزاب خدعت و خدرت و قيل أنهم سيساهمون في فرض التغيير و أنا شخصيا عرض علي أن أكون من مؤسسي حزب ما، اكن و لله الحمد كنت أعلم أنه لو قبلت فسأسهم بذلك و بشكل كبير في استغبائي و كنت سأصاب بالحرج يوم 11 ماي2012 لأنني سأحس أنني قد خدعت و قد كنت دمية، و سأخرج و على جبيني كتب الحمق و الغباء.
هذه الأحزاب الكثيرة ظنت أنها ستفرض التغيير استغلالا لما روج له النظام من تغيير و من شفافية و خدعة أن هذه المرة ليست كسابقاتها رغم أن هذه العبارة وحدها تكفي لأن يحس الشعب أنه كان ملعوبا عليه و أنا النظام استغباه مرات و مرات، لكن الشعب له قلب أبيض ينسى المآسي فقط من أجل أن يكون المستقبل مشرقا و هذا ما تم فعلا، فما على الشعب المسكين البسيط إلا أن يسكت و يتناسى الجراح حبا منه لوطنه و غد أفضل للجزائر و خوفا من وهم عزفت به نغمة "العشرية السوداء" و "التدخل الأجنبي".
النظام يسير و منذ وقت طويل وفق قوتين حزبيتين "جبهة التحرير الوطني" و التي سلبت من الرجال و منحت على طبق من ذهب للضباع، و ابن النظام "التجمع الوطني الديمقراطي" و الذي يسمى بالحزب الذي ولد بدون حمل، و لشرح كيف تمت الخيانة المشروعة لا بد أن آخذ القارئ الكريم و المواطن المسكين في رحلة تخيل حتى يستوعب ما حدث في الجزائر.
الأفلان و الأرندي عبارة عن دلاء كبيرة، الموزعون في الأفلان معروفون بحكم العادة و هم من العائلة الثورية و المناضلين الأوفياء المتمسكين بعهد الشهداء و الأجداد، و دلو الأرندي اكتفى بالمناضلين و المحسنين من داخل النظام، أما الأحزاب الجديدة التي خدع بها الجزائريون ما هي إلا كؤوس قيدت بشرط إما أن تمتلئ و إما أن تفرغ ما جمعت في الدلاء الكبيرة و هذا ما تم فعلا حسبما كان مخططا له، تخيلوا أن كل حزب من الأحزاب الأربعين انتخبه مناصروه فهذا لا يمكنه من تحصيل 5 بالمئة و هكذا تبقى الكؤوس شبه فارغة و ما عليها إلا أن تسلم للأمر الواقع و تتقيد بالشرط فتنقل كل محتواها تلقائيا إلى دلو جبهة التحرير الوطني ليفوز بـ220 مقعد في البرلمان الذي أطلب من الجميع أن يتفقوا معي على تسميته بـ"اللقيط" لأنه فعلا ابن غير شرعي .
و بخصوص من يقولون "انتخب و لو بورقة بيضاء" فجوابي لهم أنه حين أسجل اسمي في قائمة الإنتخاب يعني أن أسهم في إعطاء شرعية لـ"اللقيط" فحين أنتخب سواء بالإيجاب أو السلب فإنني أخدم لعبة النظام و أعترف بلقيطه، فليس صوتي الأساس عندهم إنما توقيعي الذي يرفع من نسبة الشرعية للعبة و الفضيحة.
و مع كل احترامي لرأي المنتخبين الذين لا ألومهم إن انساقوا وراء عواطفهم و أرادوا "الجبر بخاطر الرئيس" لأنه ألقى عليهم خطاب الوداع كما يظن الكثيرين، لكن الحقيقة أنهم اعترفوا بلقيط ولد من ظهر قليلي النخوة و الضمير الذين لا يزالون يتسببون في جرح الجزائر و الجزائريين و الشعب "لا خبر" و أقصد النسبة القليلة التي انتخبت و التي لا تتعدى الـ15 بالمئة على عكس ما روج له النظام، و إن كان المقاطعون أغبياء و خونة و عديمي الضمير فأضن أن 85 بالمئة من الجزائريين أغبياء و خونة.
فلهذا لم أنتخب يا جزائر... و لتحيا الجزائر