بيان 15 ماي 2012
من وحي الأوراس
.
.
.
.
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
... السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أصدقائي على صفحات الويب، إخواني أبناء وطني، زملائي في النضال ، أبناء أمتي الإسلامية و العربية ...
اليوم هو يوم انتقالي من ربيعي الـ24 إلى ربيعي الـ25 و كنت أتمنى لو أن عمري و عمر كل من حولي يكون ربيعا ، لكن هذا هو القدر و هذه هي سنة الله في خلقه فهنالك من يعيش ربيعا و هنالك من يعيش صيفا و خريفا و أكثرنا يعيش شتاءا، و أنا أكتب هذه الأسطر كانت نيتي أن أشكر كل من تقدم لي بالتهنئة بمناسبة بلوغي الـ25 عاما، لكن و أنا أكتب حز على نفسي أن أكتب قليلا عما يختلج في صدري و في أعماقي و أتشارك به مع كل من يعرف "أمير الأوراس" .
لأنني ولدت في الأوراس معقل الثوار و رواد ثورة التحرير و موطن الأحرار و الشهداء الأبرار، لأنني وليد عائلة قدمت سبعة شهداء قربانا للإستدمار الفرنسي لقاء استقلال الجزائر، و لأنني ابن "أولاد عزوز " عرش النخوة و الأصالة و الأنفة، و الأكبر من هذا فلأنني ابن الجزائر الحرة، و ابن الشعب الثائر سيد المواقف. هذا كله فقط لأكون إنسانا لا يفكر في الحياة و لا يفكر إلا فيما يسمح له بتقديم أبسط شئ ممكن لوطنه و شعبه، هذا كله لأكون إنسانا حي الضمير ، إنسانا وطنيا حتى النخاع، و مدافعا عن الحق في كل مكان و زمان، و هذا فعلا ما أعيش لأجله ، فتخليت عن المال و تخليت عن التفكير في المنفخة و تخليت عن حياة الترف رغم أنني أستطيع أن أعيش سلطانا و أستشهد في هذا من يعرفني شخصيا،
و هذا فقط لأنني مترفع بتفكيري و مترفع بإحساسي و مترفع بضميري عن كل ما يمجدني على حساب الشعب المسكين، فلم أدخل يوما دائرة إلا و دخلت مع الشعب ، و لم أدخل يوما مقرا إلا و كان يعج بالشعب، و لم أحصل يوما على راتب إلا و انتظرت مع الشعب فقط لأنني أؤمن بشئ وحيد هو أنني ابن الشعب.
عطلتي الصيفية كنت قادرا على أن أقضيها في نادي الصنوبر و كنت قادرا على أن أقضيها في أفضل الفنادق و أرقى الشواطئ لكنني فضلت أن أقضيها في "قرية أولاد عزوز" لأنني أؤمن بشئ وحيد هو أنني ابن الأرض و لست ابن فنادق و برستيجات.
عرضوا علي النضال في عدة أحزاب لكنني لم أقبل لأنني أؤمن بشئ وحيد "خدمة الأرض و الشعب "هي أكبر حزب فأن تخدم وطنك باسم المبادئ أسمى من أن تخدمها و انت تحت مظلة أي حزب ، هكذا أفكر فكنت من الظافرين بقلوب الناس أينما حللت و أحببت الجزائر لدرجة أنني أحس أن قلبي له شكل خريطة الجزائر ، أحببت الجزائر لدرجة أنني تمنيت لقياها في الأحلام في شكل حورية أضمها و أشبع تلك الرغبة في أن تحضنني، عشقتها و آلمني قلبي لما يحدث فيها من تجاوزات و من استغباءات لشعبها فقررت أن أناضل بلساني و بكلماتي تحت راية الديمقراطية و حبا في التغيير للأفضل و هذا كله من قناعة أن النظام أشبه باستعمار داخلي و من قناعة أن النظام يخدع الشعب و يتلاعب بمتغيرات المعادلة التي تظهره على أنه الطرف الأكبر لكنه كبير بالدكتاتورية و التزوير، حينها قيل عني خائنا ،و قيل عني عميلا و قيل عني أنني لا أحب الجزائر و أنني أنوي لها شرا خاصة حين أعربت عن قناعتي في مقاطعة الإستغباءات الأخيرة لأنني كنت متفطنا للعبة و تلقيت انتقادات و اتهامات أدخلتني في حالة من الإنهيار لدرجة الجنون و لدرجة أنني قررت الخروج من هذه الزوبعة ، لكن بنيتي الفكرية و روح الأوراس و وحي ضميري جعلوني أتحلى بالصبر و أدرك أخيرا معنى الجهاد و النضال فتيقنت أن النضال لا يحلو إلا في وجود ضغوطات من الخونة و لا يحلى النضال إلا في وجود أشخاص منتقدين و مشككين في وطنية الأحرار، و ها أنا اليوم أعلنها للكثير من المشككين:
أمير الأوراس لن يتخل عن قناعاته لأنه صاحب حق ، أمير الأوراس سيدافع عن الجزائر و عن أمانة الأجداد إلى آخر قطرة من دمه ، أمير الأوراس يكره النظام و يرجوا أن يأتي ذلك اليوم الذي يستفيق فيه الشعب من غيبوبة الطيبة التي يستغلها العملاء لتمرير مصالحهم ، أمير الأوراس سيحارب و يقول كلمته حتى و إن كانت متبوعة بـ"أشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله" في حبل المشنقة ، قد أسجن و قد أقتل لكن نصيحة مني للشعب الثائر و نصيحة مني للشعب الجزائري الحر ... الجزائر تموت و الضمائر تباع و تشترى و لا يغرينكم الطريق السيار شرق غرب الذي أنشئ بخيرات الوطن لا بخيرات النظام، لا تغرينكم الجامعات فهي مبنية على تراب وطننا الحبيب و ليس على ظهر النظام و لا تغرينكم المستشفيات الفخمة إن كان مرضاها يموتون لانعدام الإهتمام و مراعاة الشعب المسكين، و لا تغرينكم الأبنية العالية فهي لن تخترق سماء وطني الحبيب مهما تعالت و قصدي من هذا كله أن كل ما أسس و شيد كان بمشيئة الوطن و بخيرات الوطن و الوطن يبنى بالرجال و الجزائر مليئة بالرجال فمن قدمت مليون و نصف مليون شهيد فالأكيد أنها لا تزال تلد رجالا فإن ذهب النظام فهذا لا يعني أن تتحسروا لأن الجامعات ستذهب و الطريق السيار سيذهب و المستشفيات ستذهب فنحن نبحث عن ضمائر مهمتها إحياء الشعب و إسكان الشعب و احترام الشعب و لا نحتاج لبنائين همهم الوحيد قطع الأشجار و بناء الأبراج و الأرصفة، نحن نريد من يزرع الأشجار ، من يزرع بذور أمل ،من يزرع أخلاقا عطرة و من يبعث في الشعب الروح و حب الوطن لا من يدفعهم للغربة و يدفهعهم لتنظيف أحذية الأجانب.
لا تهجروا الجزائر بل اهجروا النظام العفن فإن كنتم تخافون من عشرية سوداء فأنا أطمئنكم أنها صنيعة النظام و لا أساس لها من الصحة فقد كانت مجرد لعبة لإعادة الشرعية لنظام مغتصب، فنحن شعب لا يخاف و لا يهاب و لن نفعل ما يخيفنا كل ما نريده هو أن نستفيق و نطالب بحقنا في التعايش مع سلطة تحترم الشعب و قراراته بطريقة سلمية لا بالتكسير و الحرق، فهذه هي الحضارة، فالحق حضارة لأن الإسلام يحثنا على عدم السكوت عن الحق، و الإسلام أكبر حضارة و ليست الحضارة أن نرضى بنظام فرض علينا الأنانيش و فرض علينا عادات قبيحة و فرض علينا أفكارا خبيثة و فرض و فرض و فرض...
و كلمتي الأخيرة لشعب لا يخاف هي أن الأجساد تسجن و الأجساد تقتل و الأجساد تعذب لكن كلمة الحق لا تسجن و لا تموت بل تبقى مرتاحة إن قتلت الأجساد ليحيا الحق و تحيا الجزائر.
الجزائر محتاجة لرجال يقولون نحن هنا و ليست بحاجة لمن يقولون "خلي برك" الجزائر حررت بالعزيمة و النضال و الثورة ليس بـ"وكيلهم ربي" فالله سيحاسبنا معهم لأننا سمحنا لهم بأن يعيثوا فسادا فالجزائر أمانة أيها الجزائريون و الله يحاسب عبده على الأمانة .
و أنا لن أسكت حتى لا يسألني حفيدي يوما لما نحن هكذا فأجيبه "وكيلهم ربي"
أنا سأناضل لأجد بما سأجيب ابني و حفيدي كما يجيبني جدي حين أسأله كيف تحررت الجزائر.
فلتحيا الجزائر.