بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قد اختلفت الآراء و اختلفت وجهات النظر كثيرا حول دموع الرجل أهي قوة أم ضعف فوقفت كثيرا في صف الذين يقولون بأن دموع الرجل ضعف لأنني ولدت و ترعرعت في الجبال و بيئة لا مكان فيها لرجل يبكي و هكذا تربيت و كبرت و مررت بأصعب لحظات، لا أنكر أن دمعة نزلت من عيني في ظرف صعب إلا أنني اعتبرت ذلك عيبا رغم أنني لم أكن ملك نفسي، أما اليوم فإنني أريد أن أبكي بإرادتي، اليوم سأبكي دون خجل و هي دموع مشلول يبغي الحراك و لا يستطيع، دموعي اليوم دموع عاجز ينظر إلى أم تسقط و لا يستطيع أن ينقذها، فعلا إنها دموع العاجز، اليوم سأبكي دون خجل حين رأيت تلمسان تحولت إلى مقاطعة فرنسية، اليوم سأبكي دون خجل لأن ديغول استطاع أن يبقي الجزائر فرنسية حتى بعد استقلال بلد المليون و نصف المليون، استطعاع أن يجعل الجزائر فرنسية رغم دماء بن بولعيد و بن مهيدي و العقيد لطفي و عباس لغرور و غيرهم من الشرفاء، اليوم أبكي دون خجل لأن الجزائر فرنسية رغم علمنا و معرفتنا الكاملة بالأمانة الملقاة على عاتقنا و لكننا عاجزون، اليوم أبكي بدون خجل لأن قلبي ينقبض كل ثانية و أحس أنني قد أموت قهرا و لم أنفذ وصية أجدادي الشهداء السبعة، اليوم سأبكي دون خجل و أنا أرى كيف تصبغ المباني و تزين الشوارع لاستقبال رئيس دولة أهانتنا و أحرقتنا و قتلتنا و اغتصبت شرفنا و لم تعتذر، اليوم سأبكي دون خجل لأن نظامنا يعتذر لطلبنا الإعتذار، اليوم سأبكي دون خجل لأن المباني لم تصبغ و لم تهيأ لأن الجزائريين حيوانات و هولاند إنسان بحسب النظام، اليوم سأبكي دون خجل لأن تزيين الشوارع و نظافة الشوارع لا تهم الشعب الجزائري كما تهم أسياد النظام، اليوم سأبكي دون خجل لأن هولاند يحب النظافة و الجزائريين يحبون الوسخ، اليوم سأبكي دون خجل لأن الوساخة تعني الجزائريين و النظافة تعني هولاند، اليوم سأبكي دون خجل لأن لو أن رئيس الجزائر قد زار فرنسا لما وجد علما جزائريا يرفرف هناك، أما الجزائر فقد أخفيت أعلامها و أبرزت أعلام الأسياد، اليوم سأبكي دون خجل لأن الشعب يعي ما أعنيه و لا حياة لمن تنادي، اليوم سأبكي دون خجل لأن العهدة الرابعة قادمة و سنشهد مزيدا من الأعلام الفرنسية في جزائر فرنسية.
اليوم سأبكي دون خجل لأن الدموع و إن كانت لرجل إلا أنها أطهر من وساخات النظام، اليوم سأبكي دون خجل و أنا أعلم أن لا أحد يفهم ما أعنيه إلا من يحب الجزائر مثلي و أكثر.
من لم يستطع أن يسقي أرضه بدمه و من لم يستطع أن يقدم لها شيئا يحميها به من هذا النظام الوسخ فليبكي بدل الدم دموعا فإن الدم من القلب و دموع الحب أيضا من القلب.
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/156205_449401685127057_1426892549_n.jpghttp://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/537609_502364599804487_890276632_n.jpg