الإسلام بين الدين و المطية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
في موضوعنا اليوم قد نخوض قليلا في محاولة فهم الإسلام كدين و نحاول أن نبرئه بما لدينا من اطلاع متواضع على ديننا الحنيف.
الإسلام الذي أتى به رسولنا الكريم كان ضوءا و نورا أضاء دروب الأمم، فقد كان بمثابة شفاء حيث كانت كثيرا من الأمم ضريرة فمسح الإسلام على وجهها و إذ هي بمبصرة و ذلك بفضل حكمة و أخلاق سيد البشرية محمد صلى الله عليه و سلم.
معظم الناس اليوم مطلعون على هذا الأمر جيدا و معظم الناس يفهمون أن الإسلام دين رحمة و دين يسر و دين صلاح و دين موعضة ، فالمسلم الحقيقي بالنسبة لي هو ذلك الإنسان الخلوق الذي ينصح و يحاول أن يجعل الناس يقتنعون بمبادئه دون بالترغيب لا بالترهيب، و يختلف الإسلام الذي تدينناه عن الإسلام الذي يروج له بعض المرهبين، فأنا كإنسان و من طبع الإنسان أنه يميل لمن يرحمه و لمن يسايره و يأمره بالمعروف باللين و من طبعه أيضا أنه يكره فرض الأوامر و القواعد و هذا ما يولد لديه نوعا من التمرد و خاصة الطبيعة العقلية للشعب الجزائري، فلا عناد كعناده و لا تعنت كتعنته لكن ما نراه اليوم هو ظهور تيارات تزعم أنها مسلمة و أنها ترغب في نشر الإسلام و هذا ما يجب أن يتفطن له جميع المسلمين عامة و الجزائريين خاصة و خصصت الجزائريين لكوني جزائري و كوني مطلع على ما يحاك في الخفاء من محاولة للرجوع بالجزائر إلى سنين دفع الصغير و الكبير ثمنا باهضا للخروج منها و دفعت الجزائر فاتورة غالية للخروج منها، إلا أنها تعد تجربة توضح لنا الرؤية في درب نأمل أن يكون نظيفا و خاليا من الشوك بإذن الله.
الدولة تبقى حيزا كبيرا من البشر و من طبع البشر أن يكونوا أعداء لبعضهم لكن ليس أعداء للوطن، فالوطن هو الشئ المقدس و المشترك الذي يشترك في الحفاظ عليه الصديق و العدو، الجزائر كسياسة تعرف انقسامات و صراعات و فيها الراضي و المعارض و أن أكون معارضا لا يعني أن أهدم الوطن و أن أكون صاحب حق لا يعني أن أقتتل مع أبناء وطني و أن أكون ممن ينهون عن المنكر و يأمرون بالمعروف لا يعني أن أشتم الغير و أخلق أحقادا و صراعات عرقية و أزمات أهلية ، أنا سأقولها كشاب جزائري يرى كل يوم ظلما و حقرة و غيرها من الأمور اقتنعت بأنه يجب أن أقول كلمة حق و أنتفض و أقول بأنني لست راضيا على الوتيرة التي تسير عليها الجزائر لكن هذا لا يعني أن أضع يدي بأيدي من يحاولون هدم الجزائر باسم الإسلام و باسم الربيع العربي، ربيعنا هو إسلامنا فكلمة الحق هي الإسلام الذي حثنا على قول الحق و النهي عن المنكر بشتى الطرق باليد و اللسان و القلب أضعف الإيمان و أنا سأقول كلمة حق كمسلم أقتدي برسولنا الكريم و كأمازيغي أرفض الرضوخ و التذلل .
و كلامي هذا موجه لمن يستعملون الإسلام كمطية و كبساط سحري ينقلهم إلى أهدافهم الغير مشروعة شرعا و قانونا، فمن يبتغي الدين فعليه بالإسلام الحقيقي و الموعضة الحسنة في المساجد أما من يبتغي الدنيا باسم الدين فهذا لن يكون سهلا في وجود أناس عقلاء متفطون اليوم أكثر من أي وقت مضى للإسلام الجديد الذي تحاولن صياغته في شكل برامج سياسية و حزبية، الإسلام دين قلب و دين روح تتحكم فيه أخلاق و مبادئ و هدفه ابتغاء وجه الله، و ليس برنامجا سياسيا يبتغى به وجه الكرسي.
أنا مسلم جزائري أمازيغي ، سأقول كلمة الحق و لا أبتغي بها غير وجه الله و كرامة أبناء وطني، سأناضل من أجل سقوط بعض المفسدين و ليس سقوط الجزائر في أيدي قذرة ، و ثورة الأبرار لن نسمح بأن يدنسها الفجار.
الجزائر قوية برجالها و إن لزم الأمر أن أحب عدوا جزائريا فسأفعل و لا أسمح لصديق أجنبي أن يسقط الجزائر
و للإسلاميين مني كلمة: الإسلام دين الجميع فاتركوا عنكم التصنع و النفاق فالإسلام ليس جوادا مجنحا
الجزائر ثابتة و مبادئها ثابتة و نحن سنبقى على عهد الأجداد ثابتون
تحيا الجزائر.