السلام عليكم ورحمة اللع تعالى وبركاته
اقوام العرب: لقد قسمها المؤرخون الى ثلاثة اقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها:
1/ العرب البائدة : وهم العرب القدامى الدين انقرضو تماما ولم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم مثل عاد ، ثمود ، طسم ، جديس ، عمرق ، جرهم ، عبيل ، جاسم ، حضر موت وغيرها ...
02/ العارب العاربة : وهم العرب المنحدرة من صلب يشجب بن يعرب بن قحطان ، وتسمى بالعرب القحطانية .
03/ العرب المستعربة : وهي العرب المنحدرة من صلب اسماعيل عليه السلام ، وتسمى بالعرب العدنانية
* العرب العاربة - وهي شعب قحطان - فمهدها بلاد اليمن ، وقد تشعبت قبائلها وبطونها من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، فاشتهرت منها قبيلتان : حمير بن سبأ ، وأما بقية بني سبأ وهم احد عشرة أو اربعة عشرة بطنا قبقال لهم: السبئيون ، وليست لهم قبائل دون سبأ
* أما العرب المستعربة : فاصل جدهم الاعلى - وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام من بلاد العراق ، من مدينة يقال لها (( أر)) على الشاطئ الغربي من نهر الفرات بالقرب من الكوفة
ومعلوم ان ابرهيم عليه السلام هاجر منها الى حران ومنها الى فلسطين فاتخدها قاعدة لدعوته ، وكانت له جولات في ارجائها وأرجاء غيرها من البلاد ، وفي احدى هده الجولات ، أتى ابراهيم عليه السلام على جبار من الجبابرة ومعه زوجته سارة وكانت من احسن النساء ، فاراد ذالك الجبار ان يكيد بها ، ولكن سارة دعت الله تعلى عليه فرد الله كيده في نحره ، وعرف الظالم ان سارة امرأة صالحة ، ذات مرتبة عالية عند الله ، فأخدمها هاجر اعترافا بفضلها ، أو خوفا من عذاب الله ووهبتها سارة لابراهيم عيه السلام
رجع ابراهيم عليه السلام الى قاعدته في فلسطين ، ثم رزقه الله تعالى من هاجر ابنه اسماعيل وصار سببا لغيرة سارة حتى الجأت ابراهيم الى نفي هاجر مع ولدها الرصيع اسماعيل فقدم بهما ابراهيم عليه السلام الى الحجاز ، واسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم الذي لم يكن الا مرتفعا من الارض كالرابية ، تاتيه السيول فتأخذ عن يمينه و شماله ، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء ورجع الى فلسطين ولم تمض ايام حتى نفذ الزاد والماء وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل الله ، فصارت لهما قوتا وبلاغا الى حين والقصة معروفة بطولها
وجاءت قبيلة يمانية وهي جرهم الثانية فقطنت بمكة باذن من أم اسماعيل ، يقال : انهم كانوا قبل ذالك في الاودية التي بأطراف مكة ، وقد صرحت رواية البخاري انهم نزلو مكة بعد اسماعيل ، وقبل ان يشب ، وانهم كانو يمرون بهدا الوادي قبل دالك
وكان ابراهيم عليه السلام يرتحل الى مكة ليطالع تركته بها ، ولا يعلم بالضبط عدد هذه الرحلات ، الا ان المصادر المعتمدة حفظت لنا اربعة منه:
1- فقد ذكر الله عز و جل في القران الكريم أنه راى ابراهيم في المنام انه يذبح اسماعيل ، فقام بامتثال هذا الامر ، قال تعالى ، بسم الله الرحمان الرحيم (( فلما اسلما وتله للجبين ( 103 ) وناديناه ان يا ابراهيم ( 104 ) قد صدقت الءيا انا كذلك نجزي المحسنين ( 105 )ان هذا لهو البلاء المبين ( 106 ) وفديناه بذبح عظيم (107). صورة الصافات
وقد ذكر في سفر التكوين ان اسماعيل كان اكبر من اسحاق بثلاث عشرة سنين وسياق القصة انها وقعت قبل ميلاد اسحاق ، لان البشارة باسحاق ذكرت بعد سرد القصة بكاملها
2- ان اسماعيل عليه السلام لما شب وتعلم العربية من جرهم ، وانفسهم وأعجبهم زوجوه امرأة منهم ، وماتت أمه ، وبدا ابراهيم أن يطالع تركته ، فجاء بعد هذا الزواج فلم يجد اسماعيل ، فسأل امرأته عنه وعن احوالهما ، فشكت اليه صيق العيش فأوصاها ان تقول لاسماعيل ان يغير عتبة الباب ، وفهم اسماعيل ما اراد ابود ، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة اخرى
3- وجاء ابراهيم عليه السلام مرة اخرى بعد ان تزوج اسماعيل هذه الزوجة الثانية فلم يجده فرجع الى فلسطين بعد ان سأل زوجته عنه وعن احولهما ، فأثنت على الله بخير ، فاوصى الى اسماعيل بأن يثبت عتبة الباب
04- ثم جاء ابراهيم عليه السلام بعد ذلك فلقى اسماعيل ، وهو يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم ، فلما راه قام اليه فصنع كما يصنع بالوالد والولد و الولد بالوالد ، وكان لقاؤهما بعد فترة طويلة من الزمن ، قلما فيه الاب الكبير الاواه العطوف عن ولده ، والوالد البار الصالح الرشيد عن ابه ، وفي هذه المرة بنيا الكعبة ، ورفعا قواعدها وأذن ابراهيم في الناس بالحج كما أمره الله عز وجل .