بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تتعالى و بركاته
الأمم لا تنهار بموت البشر و الدولة لا تموت بموت الرجال و لا برحيلهم ، لكن الأمم تنهار بانهيار الأخلاق و تموت بموت الضمائر و فناء المبادئ و الوفاء و تموت حين يكثر الخونة و المنافقين، هذا ما تعلمناه على الأقل إلى هذا اليوم خلال خمس و عشرين عاما من حياة نتغذى فيها على حب الوطن و ننام و نستيقظ على أمانة الأجداد و وصيتهم و هي أن تحيا الجزائر، لكن ما نعيشه اليوم من نفاق و شيتة لا يدعو أبدا للتفاؤل و لا يطمئن أبدا خاصة أننا نبقى مكتوفي الأيدي و نحن نرى أرقى الكلمات و أعذب الأنغام في تمجيد الأشخاص و أدعو من الجزائريين أن يعتبرو هذا الفن نقيضا للفن الذي يمجد الوطن، لأن موضة المصلحة و الخيانة تفرض الإنحياز للأشخاص على حساب الوطن، و كمواطن يعشق الجزائر و يؤلمه حالها و يؤلمه النفاق الطاغي على النفوس الشريرة و الدنيئة أردت أن أرسل بضع كلمات أعلم أنها ليست بمستوى الكلمات التي تفنن في كتابتها أحد نواب الشعب تمجيدا لشخص الرئيس لكن أطمئنه أن رسالتي و إن غابت فيها الكلمات أنها أكثر صدقا و أبلغ تعبيرا على حب الوطن.
أيها النائب لقد اخترت لرسالتك عنوان "على سلامتكم سيادة الرئيس" و أنا أستغرب من الطريقة التي هنأت بها الرئيس على تماثله بالشفاء ، فهل استعصى عليك و أنت من رجالات النظام أن تبعث إليه ببرقية؟ أو طريقة دبلوماسية أخرى و أنت أعلم بها مني كونك أحد العارفين بدهاليز السلطة و السياسة و رجالها، أم أنك اخترت وسيلة إعلامية لكي تطير في سماء الشيتة على مرأى المواطنين ؟ أم أنك اخترت هذه الطريقة لتثير الأحرار أكثر فأكثر و إن كانت الفرضية الأخيرة صحيحة فأنا أهنئك على نجاحك فقد أثرتني و جعلتني في حالة أشبه بذئب جريح لكن للأسف لن تستطيع فهم جرحي و جرح أحرار الأوراس و أبناء الجزائر الأبرار.
ألمي و ألم الأحرار هو ألم الجزائر التي رماها أبناؤها في دار العجزة فقط لإرضاء شخص و استمرارا في سبيل المصلحة الشخصية ، ألمي و ألم الأحرار هو ألم جزائر مريضة بالفساد و الفضائح و لم يأتيها من يسأل عن حالها ، ألمي و ألم الأحرار هو ألم جزائر لا يسأل أحد عن سلامتها و لم يحاول أحد أن يحاسب من كان سببا في مرضها، ألمي و ألم الأحرار هو ألم الجزائر التي يأتيها أبناؤها فقط من أجل المصروف و لا يعودون إليها إلا حين يحتاجون للمزيد، كثيرة هي الآلام و ربما لن تكف المجلدات لأنقلها و لأعبر عنها فقط سأكتفي بالقول أنه لن يحس بآلام الجزائر إلا من يحبها و يخشى عليها من كيد الكائدين، أما الذين يخشون من الأشخاص و يركعون لهم فأبدا لن يحسوا بما نحس لأن للشرفاء دستور و للخونة دستور فدستورنا الوطن و دستوركم أشخاص و مبادئنا قيم و مبادئكم مصلحة.
فسؤالي للجزائريين هو: متى ستسألون على صحة الجزائر و متى ستقولون نحن جاهزون أن نفديك بدمائنا و متى ستقولون للجزائر "على سلامتك يا أم الرجال"؟ و قبل هذا كله و هو أضعف الإيمان: هل تدعون لها بالشفاء؟