هل حقا لنا وطن؟

أمير

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

الدين
و الإنسانية اتفقا على أن إكرام الميت دفنه ، لكن سنترك الإنسانية و الدين جانبا و
نلتفت إلى الوطن ، و عندما نذكر الوطن تتبادر إلى أذهاننا صورة تلقائية تعبر عن
الوطن و هي أنه أرض يحيى بها شعب يقوده زعيم يحميه و يحمي أرضه و يسهر على مصلحته
و مصلحة هذه الأرض و يمد يده للشعب و يلبي نداء شعبه إذا ناداه. لكن السؤال الذي
يحيرني و يؤرقني هو ... كم رئيسا للجزائر؟ أو بالأحرى هل للجزائر رئيس؟ أين هو إذا
؟ أريد إجابة مقنعة تسكت حيرتي كمواطن يعشق وطنه و يفكر في مصلحته. إذا كان
للجزائر رئيس فأنا أناديه باسم كل الأحرار الذين يحبون الجزائر أن يظهر فإن لم
يظهر فأنا سأقتنع بأمرين لا ثالث لهما فإما أنه ميت و إما أنه أطرش لا يسمع و كلا
الأمرين لا يبشران و لا يدعوان للتفاؤل فإن كان ميتا فهذا يعني أن الجزائر إما كمركبة
بدون سائق تتجه إلى الهاوية و إما أن الجزائر كمركبة أخطبوطية لها أكثر من سائق و
هذا ما يجعلها تنجذب إلى اتجاهات مختلفة دون حراك ما يدعو إلى انقسامها و
انكسارها. هذا أبسط تخيل لحال الجزائر و أبسط صورة حاولت أن أوصل إلى الجزائري من
خلالها وضعية الجزائر و لا يستطيع أحد أن يقنعني بخلاف هذه الصورة فكل عاقل
سيوافقني الرأي و كل أحمق سيحاول أن يرسم صورة بحسب مصالحه، أما من جهة أخرى فقد
يكون الرئيس أطرشا و هذه أعظم مصيبة لأن هذا الأمر يوضح مكانة المواطن و انخفاض
صوته إلى أدنى حد أو بتعبير آخر "لا يمكنه إجراء مكالمات إلى السلطة لانعدام
رصيد الكرامة" ، و أنا أرى الآن أنه
من الواجب بل من الحكمة أن يقتنع المواطنون بأن الجزائر ليست ملكهم و أكثر من هذا
فلا يحق لهم حتى أن يقول أن لهم وطن ، فالمواطن الحقيقي و الذي له وطن حقيقي لا
يسمح أبدا أن يكون وطنه مبنيا للمجهول و المواطن الحقيقي هو من يقرر أسس وطنه و هو
من يبني وطنه و لا يسمح أن تؤتى أسسه بحسب هندسة خارجية و هذا ما يتم في هذه
اللحظات و بالأمس و اليوم و غد فالرئيس المزعوم للجزائر في نظري و في نظر الكثيرين
ميت و هذا الغموض الذي يعيشه الجزائريون ما هو إلا مماطلة لأخذ الوقت الكافي
لإعداد طبخة جديدة و طبق جديد بنكهة أجنبية. و المواطن المسكين مشفر بكلمة واحدة
"ربي يسهل" و الأكيد أن الله سيسهل لمن يعمل و يجتهد أما نحن فلن يسهل
لنا إنقاذ الجزائر لأننا لا نجتهد و لا نحاول أن نحرك ساكنا.
ألا إني قد بلغت اللهم فاشهد.

عريف caporal

بارك الله فيك اخي
موضوع جدا رائع
شكرا لك