إخواني أخواتي، أصدقائي صديقاتي، أولاد بلادي بنات بلادي، بلغة الإسلام عليكم مني السلام و بلغة الوطن و الموطن أقول آزول آمقران
من أذن لنا بالكلام فله منا جزيل الشكر و له منا اعتذارا ان طال الكلام، و من لم يحب قولنا فلا عذر له في حدة اللسان
من أراد أن يأتينا ناصحا فأبواب النصيحة لم نضع لها أقفالا، و مسموح الدخول لمن يحب الخير للإنسان
فأنا اليوم قررت أن أشكو إلى أصحاب الخلق و الأدب و الحكمة بعد الله ما قد آذانا من هذا العصر و الزمان
قد عشت آلاما في حياتي و دخلت مغارات مظلمة لكن بالصبر و الأمل خرجت إلى بر الأمان
أحببت الناس و أحبوني كبارا و صغارا شيوخا و صبيان
لم أتكبر لم أتجبر لم أظلم لم أطغ فقدعرفت بأن المحبة وليدة التواضع و الاحترام، و الكره وليد الطغيان
تربيت على يد امرأة هي الأغلى في حياتي و قد أرضعتني النبل و الخلق قبل الحليب و لقتني بالرضا قبل الأحضان
تعلمت على يد رجل هو التاج الذي سأظل أحمله على رأسي فإن أغرقني الزمن سأقطع رأسي لأنقذ التاج و يبقى ظاهرا للأعيان
لأنه ببساطة قبل أن يسجلني في دفتر العائلة علمني الرجولة و الشهامة و النخوة و علمني أن أتعامل مع المبادئ قبل فلان و ابن فلان
و كبرت في رعاية أم التاج و قرة عيني بعد الله ، اطلبوا لها رحمة من الرحمان
و تذوقت حكم الحياة بجانب عجوز حكيمة مخلصة عاشت و توفت على ذكرى شهيد، عليهما رحمة من الرحمان
و غيره سبعة آخرين هم شرف العائلة رزقهم الله جميعا الفردوس و خلدهم في الجنان
و عشت في أولاد عزوز مسقط الرأس و ملهمتي و عشقي الأبدي و فيها عرفت أن حب الوطن من الإيمان
فقررت أن أتجند لخدمة الأرض و الوطن و أكون من حماة الجزائر أميرة الأوطان
جهزت سفينتي بأشرعة الصبر و مجاديف الأمل و لبست العزم و دخلت بحر النضال
و كلي ايمان بالله و القدر و الوطن و كلي رضى بما سيأتي من نتائج في كل الأحوال
و عاهدت أن أبقى وفيا للمبادئ و أناضل حتى تبتسم الأرض و حتى يعود زمن الرجال
قناعة مني أن الأرض و الوطن ملك لكل الأجيال و ليس حكرا على أصحاب الأموال
فتزودت بالإقدام من الوديان و بالشموخ من أشجار الجوز و استلفت الصمود من الجبال
فدخلت المهمة و أنشأت فضاءات للزملاء و أخرى للأخوة و أخرى للهوية و الوطن جامع الأجيال
و قلت امض يا فتى ستجد أحرار و حرائر تتعاونون على كسر القيود و الأغلال
لكن هيهات... كلما مضينا كلما اكتشفنا أن المهمة أشبه برفع الأثقال
لا نكاد نتخلص من حمل حتى يأتينا من حيث لا ندر مزيدا من الأحمال
كانت مهمتنا جمع فرسان يؤمنون بالمبادئ و القيم و الأفكار
كانت مهمتنا جمع فرسان واعين بقداسة أمانة الشرفاء والأبرار
كانت مهمتنا جمع فرسان يقولون لا لمن عاثوا في البلاد فسادا و يسدلون على الحيقة الستار
كانت مهمتنا جمع فرسان إن قال السلطان حقا قالو صدقت و إن أفسد في الأرض تكلم البتار
كانت مهمتنا جمع فرسان همهم انقاذ هوية من الانتحار
كانت مهمتنا جمع فرسان ينظفون الوطن من شواذ و مقلدين يسيئون للأدب و يقولون هذه الموضة و نحن أحرار
كانت مهمتنا جمع فرسان أوفياء لكلمة الحق طالت أو قصرت الأعمار
كانت مهمتنا جمع فرسان يلبون النداء و يموتون لتسلم الدار
آه آه آه و آسفاه
فلقد كانت النتيجة أن القليلين من لبوا النداء و البقية لم يهمهم إلا مراقبة الناس
فلم تشغلهم أهدافنا و قضايانا و أفكارنا بقدر ما شغلهم شخص أمير الأوراس
و هنا اكتشفت لماذا تأخرنا و ضاعت قضايانا و تذيلنا قافلة الأجناس
فغيرنا تقدموا لأنهم ينصرون القضايا و نحن تأخرنا لأننا ننشغل بالأشخاص
ما كنا نريد أن نتكلم و أن نقول ما قلنا لكن لا بأس
فللضرورة أحكام و كان لا بد أن ينطق أمير الأوراس
و اخترنا في نطقنا لغة التبراح و هي عادة لنا في الأعراس
يا ناس، احنا أشخاص عاديين نحبوا بلادنا و بغينا الخير للناس
تربينا على الأخلاق و على الشرف و قدرنا عالي و ماناش رخاس
ما سرقنا ما تعدينا ما ظلمنا و كلمة الحق عندنا هي الأساس
و اللي يسالنا ولا عندو معانا شي يجي يديه مرفوع الراس
و ما يندبش كي الندابات و ما ينبحش كي الكلب العساس
و الراجل الفحل إذا عندو حسيفة يصفيها الراس للراس
و الأنذال هوما اللي ينشروا القيل و القال بين الناس
اللي يحبنا و ينصحنا نحبوه و نحطوه تاج على الراس
و الحسود الحقود ما يهنا ما يكون لاباس
قادرين على الهدرة و نعرفو عليكم بزاف وقادرين نقلبو عليكم الكسكاس
لكن أخلاقنا ما تسمحش نقيسو الناس
على خاطر متأكدين حنا كي نهدرو رايحين نسكتو الرخاس
لأن كلامنا ما يدغدغش ، كلامنا يقتل كيف الرصاص
و رصاصنا غالي ذهب و ماهوش نحاس
و الحديث قياس
و اللي توسوس يقرا سورة الناس