أمير الأوراس أمير
| موضوع: العهدة الرابعة و اللامنطق... مقارنات الخميس فبراير 27, 2014 12:57 pm | |
| العهدة الرابعة و اللامنطق ... مقارنات لا شك أن قناعة كل إنسان مبنية على مبادئ و أسس ، فهناك نوع من البشر يعتمدون المنطق مبدءا تبنى عليه آراؤهم في شتى مجالات الحياة و هؤلاء هم العقلاء الذين يعتمد عليهم في صناعة القرارات التي من شأنها النهوض بالمجتمعات و الأمم، و هناك نوع من البشر ممن يعتمدون على فلسفة الأمور و هذا النوع هم أكثر الناس اتباعا للأهواء و رغبات النفس و مصالح دنيوية و ما الفلسفة في حياتهم إلا وسيلة لتظليل و تزوير المنطق. و ما أكثرهم في حياتنا و الذين كثيرا ما نطلق عليهم لقب المنافقين، لأنهم يتعمدون تزوير الحقائق لبلوغ المصالح. و كاجتهاد منا لإيجاد تفسير لما يحدث في عمق الجزائر انطلاقا من الساحة السياسية فإننا نضطر لأن نعترف بأن المنطق غائب كليا عن الجزائريين. و سأستعين في كلامي بسورة من كتاب الله العزيز حيث قال تعالى في سورة الإخلاص " قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، و لم يولد، و لم يكن له كفؤا أحد " صدق الله العظيم. هذه السورة التي يحفظها الجميع و التي يفهمها الجميع و يدرك بها بأن لا إله إلا الله، و يدرك بها بأن الخالق وحده الذي يطاع و يعبد رغم عدم رؤيتنا له، أما غير ذلك فلا يستطيع الإنسان أن يطيع شيئا غير مرئي، و لا وجود له و هذا في اعتقادي و اعتقاد الكثيرين غيري يدخل ضمن طاعة المجهول و لا أقول عبادة فقط لألا أشككك في ديانة البعض بغير حق. فمن يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أقرب لأن يكون من عبدة الأصنام و عبدة النار و الريح و غيرها، من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أقرب لأن يكون عصا مجوفة تتمايل في اتجاه الريح، من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أشبه لأن يكون امرأة قبلت العيش في عصمة رجل أتاها بضرة و قبلت المهانة فقط لأنها ترى بأن الحياة متوقفة على الأكل و الشرب و لا أهمية للكرامة بعد ذلك. من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أشبه بلاعب قمار يكمل اللعبة لا إراديا رغم خسارته و رغم يقينه بأنها لن تعود عليه بالفائدة و لو لعب الدهر كله، من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أشبه بضفدع يقفز في مستنقع متعفن ليحتمي من مطر نقي. من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أشبه بقط يلعق حذاءا جزار يركله، من يخرج اليوم مناديا بالعهدة الرابعة أشبه برجل يرمي بأمه في دار العجزة مرضاة لزوجة ثرية. كل ما سبق كان تمردا للقلم ، و كلمات ما كان مقررا أن أقولها ، لكن روحي الجزائرية و عشقي للوطن و خوفي على أرض الأجداد أقوى مني و استطاعت أن تسرق مفتاح الزنزانة مني و تطلق سراح الكلمات، و حين انتبهت و تفطنت وجدت أن كل الكلمات قد فرت و ما بقي لي إلا أن أطلب من الجزائريين و الجزائريات ، الواعين و الواعيات، أن يحكموا ضمائرهم و يفكروا و يتدبروا فيما يحدث و يقولوا كلمة الحق... و كمثال بسيط علمت بالأمس أن الاستمارات الخاصة بالمترشح عبد العزيز بوتفليقة قد وصلت إلى باتنة بتاريخ الأربعاء 26 فيفري 2014 و آخر أجل لتسليمها هو الجمعة 28 فيفري 2014 صباحا، فهل من المنطق أن تكون هذه المدة كافية لبلوغ النصاب؟ خاصة إذا علمنا أن الاستمارة الواحدة تتطلب جهدا جهيدا لتوقيعها خاصة في مجتمعنا الذي يعاني من عزوف معظم سكانه عن المشاركة و الانتخاب، و في هذه الحالة يقول صديق لي، لا يستطيع تحقيق النصاب إلا عبد العزيز بوتفليقة ليس كشخص بل كأجهزة مسخرة بعتادها و تعدادها لتحقيق نتائج تتحدى المنطق. و كمثال بسيط هل من المنطق أن يصوت الشعب الجزائري و إن وجد فيه بعض الحمقى على شخص لا أثر له و يحرم باقي المترشحين بمبرر "الموالفة خير من التالفة" ؟ هل من المنطق أن يتدنى مستوى التفكير في جزائر 2014 و التي أنجبت عباقرة و دكاترة و بروفيسورات و إطارات و شباب واعي إلى أن نلغي فكرة مجتمع الحريات تحت ضغط السلطة التي تهدد بربيع أسود في حال خروج بوتفليقة؟ فهل من المنطق أن يقتنع البشر برحيل رسول الله خير خلق الله و يرضوا بعده الخلفاء بديلا ، و لا يقبل الجزائريون بغير بوتفليقة ؟ فمن هو بوتفليقة حتى يضرب من أجله المنطق بعرض الحائط من أجل بقائه على رأس الجزائر؟ هل الجزائر عقيمة ، هل الجزائر عانس؟ لا و الله، الجزائر أنجبت مصطفى بن بولعيد، أنجبت العربي بن مهيدي، أنجبت هواري بومدين ، أنجبت محمد بوضياف أنجبت اليمين زروال، أنجبت علي بن فليس، و غيرهم الكثيرين ، و المنطق لا يعترف أبدا بأن الله خلق في الجزائر رجلا واحدا اسمه عبد العزيز بوتفليقة و أعطاه عقلا من نور غير كل الجزائريين، و المنطق لا يعترف بشجرة يابسة تثمر غلة وفيرة، المنطق لا يعترف بمصباح خافت يضيئ منزلا واسعا، المنطق لا يعترف بمهاجم هرم يتصدر قائمة الهدافين، فإن وصلت بكم الحماقة أن تتحدوا كل هذا المنطق و تلغوه بفلسفة تعلي مصالحكم، فنحن أيضا لنا الحق في فلسفة خاصة و لائقة و لنا الحق في ترشيح هواري بومدين ، فإن قلتم أين هواري بومدين قلنا أين بوتفليقة، و إن قلتم بوتفليقة يستقبل الوفود سنستعمل أحدث التكنولوجيات لنظهر المرحوم هواري بومدين يحتسي القهوة مع أوباما في البيت الأبيض. نحن نريد رئيسا يقف و يجلس و يتحرك، لنا الحق في أن يكون لجزائر الرجال رئيس مبتسم ، رئيس فيه حرارة يتحسسها الشعب ، نريد رئيسا ينشط حملة انتخابية و الناس من حوله يصافحونه و يصافحهم ، يخاطبهم و يتجاوبون معه، نحن لا نريد مشاهد مصممة و مصنوعة بأحدث التكنولجيات، الجزائريون بشر و ليسوا روبوتات . دعواتنا الصادقة بأن يشف الله عبد العزيز بوتفليقة، و أن يشفي الجزائر من الذين يؤمنون بمنطق المصلحة الشخصية لا غير، و دعواتنا الصادقة بأن يبعث الله حسن التدبر في نفوس الجزائريين ليقتنعوا بأن الذي يحدث في الجزائر أشبه بالمسلسل الكرتوني "سوبر مان" و ما يحدث في الجزائر قد فاق المنطق و فاق الخيال، و دعواتنا الصادقة أن يهدي الله القوم الضالين قبل أن يأتي ضلالهم سوءا على البلاد و العباد. | |
|