أوراق الخريف فريق général de corps d’armée
| موضوع: الصداقة سلاح ذو حديين الأحد ديسمبر 26, 2010 5:28 am | |
| في يوم عاصف ماطر من أيام الشتاء، مررت بجانب بستان، فإذا بزهرة ذات رائحة مميزة، ولون صاف ومنظر جذاب ، بذرتها الحب الصادق جذورها الإخلاص ، أغصانها الوفاء، تسقى بماء التضحية، لتعطي أزهارا تنمو في بستان الحياة وفي قلوب الأصدقاء، أزهار قوية صامدة ، رغم غزارة الأمطار وشدة الرياح ، رغم كل ما يحف بها من أشواك.
الصداقة ، هذه الكلمة التي لا تكاد أحرفها تعد على أنامل اليد. ما هو معناها؟ إن لهذه الكلمة ألفاظاً ومعان تجدها في عيون كثير من الناس وتجد لها معاني في معاجم الآخرين.
فقد تراها بشعاع لاهب ساطع يذيب ما في نفسك من حزن وألم ليزرع بدلاً منها أزهار حب وأمل.
وأحياناً تجدها بنهر عظيم ، تلقي به ما في نفسك من آهات ودمعات ، لعله يمحو قليلاً من سحاب الحزن الذي كاد أن يغطي وجهك، ومهما فاض هذا النهر ، فإنه يفيض بكل ما فيه إلا تلك الدمعات والآهات التي وضعتها به، فهي بمثابة رواسب لا يمكنه البوح بها.
الصديق، ذلك الشخص الذي يعزف أجمل وأرق ألحان الحياة على أوتار القلوب لنستمتع بها.
وهو العزاء الوحيد لنا إذا ما ماتت يد الدهر وسجلت أسماءنا بصفحات التاريخ
أنني أقصد الصديق الجيد الوفي ، لا الصديق الذي يصعدك سلماً ليقطف ثمار مصلحته الشخصية ، ليتلذذ بطعمها، ليعبق بعبيرها ، بعد أن يجعلك تأكل أشواك الصبر مما يصعب نسيان مرارة طعمه، ومما يصعب شفاء وجراح أشواكه.
إذا كنت تعلم أنك قد أخذت على صديقك عهداً أن يكون لك ، كيفما تحب وتشتهي، وأن لا يعطيك ، ولا يمنحك إلا ما تريد ، فيجدر بك أن تطلق لنفسك مع سبيل الحزن عنانها لأن من طبيعة بني البشر النقص والاختلاف . ربما لأن كلاً منا يرى الأمور بزاوية خاصة به، تعكس صورته .
والآن، ألق بذور حبك في بستان حياتك، خذ التربة الجيدة، الخصبة، النقية بالحب والإخلاص، الخالية من أشواك الحسد، فكل منا مهما بلغت قوته، ومهما اشتد بأسه ومهما وصل إلى ثراء الحكمة والعلم، فإنه يحتاج إلى ذات النهر الذي يطفئ نار ما يحلم به. ويحتاج لتلك الزهرة التي تنعش قلبه وتشفي روحه.
أخيراً ، قف أمام أشد الرياح واجه الحياة ، فأنت تحمل أقوى أنواع الأسلحة، سلاح ذو حدين، أنه صديقك.
| |
|
sousou dk فريق général de corps d’armée
| موضوع: رد: الصداقة سلاح ذو حديين الأحد ديسمبر 26, 2010 6:09 am | |
| | |
|