سلام يا ولدي
مذ بدأت تكبر في بطن أمك .. كنت أراقب نموك البطيء السريع ..
وأراقب الجسد ( الذي أحببت دفئه ورؤيته رشيقا ) ينتفخ ويتشكل بطريقة جديدة جميلة .. ومرهقة حد الدهشة ...
كم أحببت أن ألامسك من وراء حجاب ..
وأتحسس ركلاتك في جوانب بيتك العائم ...
ولطالما رأيتك تقفز وتطبع حركاتك على المحيط الخارجي لذلك البطن ..
آه يا ولدي.. كم اشتقت أن أراك كل يوم .. بشعوري بك وأنك تنمو وتكبر ..
آه لو تدري كميّة الشوق التي تدفعني لأن أراك هنا بين يدي لأحتضنك ..
وعندما تبكي ..
أحملك وأناغيك وأهز مهدك حتى تكف بكائك ..
أو أمددك لثديٍ ترضع منه غذاءك .. فتشبع ثم تغفو وتعود هادئا كالنسيم وقت الأصيل ..
فأنتظرك تستيقظ لأرى جمال عينيك وهما ترمشان وتناظران مَن حولهما .. وتنظراني أنظرك ..
فأبتهج بك وبعينيك ..
أذكر جيدا أول نغمة لصراخك حينما خرجت من أحشاء أمك ..
بصوت حاد ودقيق ؟؟
كنتَ مغطىً بمادةٍ شبه بيضاء .. مكوماً بقماشٍ أبيض ..
وصوتك الحاد يدوي في أنحاء الغرفة ..
أحملك بين يدي وأقبلك تلقائياً ..
ملامحك الظاهرة الخافية غير متوقعة ... ومتغيرة ثابتة كل يوم وكل حين ..
ها أنت ذا ...
تحاول الحبو هنا على الأرض ..
فترفع رأسك عاليا .. بغرور عفوي وجميل ..
وتحاول أن تمد يداك لكل ما حولك ... فتخذلك قوتك .. لتخفض رأسك نحو الأرض ..
لكن عنادك يدفعك لتعاود الكرّة من جديد ..
الأشياء تبدو في عينيك مغرية .. وتنظرها دون اهتمام ؟!
من أين لك هذا التناقض العجيب ..
والإرادة التي لا تكل ولا تمل ..
فارسم في مخيلتي كيف ستكون أيامك القادمة ..
ومستقبلك القريب البعيد ..
وما أحلى أيامي بقدومك ..
فجأة ..
أستيقظ من حلمي ..
لأجد نفسي لم أرزق بك بعد .. لكني ما زلت أحاول !!
ولا زلت أنتظر قدومك !!
لكن السنين تمضي .. ولا تنتظر !!
والعمر يتناقص ويتضائل !!
فمتى تأتي يا قرة عيني ؟
يا رعاك الله يا طفلي .. ؟!
ان شاء الله سياتي ....................
مع تحيات امير الرومانسية