الشهامة و الرومنسية لا عمر لهما

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

أعضاء منتدانا الكرام ,كماهو معروف عن شخصية أمير الأوراس فهو ينقل كل ما يعيشه إلى كل من يود مشاركتنا في هذا الصرح الشفاف لطرح القضايا التي تصادفنا في حياتنا اليومية و مشاركتنا لبعضنا مختلف المواقف التي تصادفنا
فأتمنى ألا أكون قد أبالغ في المرونة إن طرحت عليكم موضوعا استوقفني بالأمس و أنا في الحافلة و استوقف تأملاتي في عقليات الناس.
ففي طريقنا صادفنا في أحد المحطات رجلا مع زوجته و كان البؤس و الخضوع واضحان على وجه الزوجة و من شيمي أنا أنني حساس فلما رأيت تلك المرأة و الرجل يصرخ عليها "ازربي ازربي" أردت أن أتأمل جليا في ذلك الرجل القاسي و الذي كانت تبدوا عليه علامات القسوة لكن ليتها كانت قسوة أسود بل قسوة ضبع لا يقوى إلا على زوجته,و في مجال تأملي سقطت عيني على الرجل وهو يحاسب سائق الحافلة ويعطيه 30 دينارا أي أجرة الطريق فقط, وهذا ما حرك في نفسي رغبة في طرح موضوع الحقرة في الأسرة وخاصة فيما يتعلق بشريكة الحياة
أن يكون الرجل فقيرا فلا عيب في ذلك و العيب على المرأة التي تستعيب من فقره,أن يكون الرجل هادئا فلا عيب في ذلك والعيب في زوجته إذا قست عليه ,و اعتبرته دون شخصية, لكن العيب أن يكون الرجل فقيرا و ينتقم من زوجته لأن الدهر قهره, و العيب أن يكون الرجل هادئا لحد أن تهون عليه زوجته, ليس العيب أن يقتصد الرجل ليحافظ على ميزانية الأسرة,لكن العيب أن يجعل من زوجته إنسانة طماعة و ما أريد قوله هو أنه مهما كان الرجل فقيرا أو بخيلا و مقتصدا فلابد من أنيراعي كرامة شريكته و أن يراعي احتياجات زوجته و أن يراعي وزن زوجته بين النساء و أنيراعي إحساس زوجته و هي بين النساء فمثلا هذا الرجل الذي لم يضع حتى 200 دينارا في حقيبة زوجته واكتفى بمحاسبة السائق ألم يفكر في أن زوجته سترغب في اقتناء بعض الحاجيات لمن ذهبت إليه زائرة؟ هل هان عليه أن تدخل شريكة حياته في السراء و الضراء في الفرح و البؤس على من هي ذاهبة إليهم بخفي حنين فارغة اليدين؟ ألم يراعي هذا الرجل إحساس أم أولاده وهي تقابل أمها أو أختها بيدين فارغتين؟ هل يهون عليه أن تحس زوجته و حبيبة عمره بالنقص وهي تطرق باب أهلها؟ هل وصلت به درجة انعدام النخوة إلى أن يبخل على زوجته 200 دينارا ؟ بالنسبة لي و الكثير ممن سيقرؤون الموضوع سيتخذونني أضحوكة و يهزؤون بي وقد يقولون أنني لم أجرب المسؤولية بعد ولم أجرب طلبات الزوجة لكي أمل منها لكني سأرد عليهم بأنني أقبل أن أتسول و أقبل أن أبيت في العراء على أن تبيت زوجتي مكسوة بالذل عند أهلها ,أبيت جائعا على أن تبيت شريكة حياتي متخمة بنظرات الإحتقار من اهلها, أقبل أن أتدين على أن تكون حبيبتي مدانة بنظرات الناس ,أقبل ألا يبقى في جيبي سنتيما على أن تمتلا نفس حبيبتي بالقهر و احتقار النفس و الحسرة
فالرجال مواقف و على أي رجل ألا يفكر في الزواج حتى يتأكد من أنه مستعد للتضحية و أنه مستعد للموت لإعلاء صوت المروءة
أما أن نتزوج ونحن كالزبدة نذوب في حرارة الصعوبات و نعبد المادة على حساب كرامة الطرف الآخر.