الغربة هدية لكل مغترب

حين تغترب تشتاق لقهوة برائحة أمك ... لدفء برائحة الوطن




لأحبابٍ مضت بهم قافلة الحياة دونك بينما لازلت أنت في ذات المحطة واقفاً منذ فارقتهم




تغترب ،، فينفصل رأسك عن جسدك ، وعن سائر حواسك وتبتر من يمينك أصابعها


الخمسة ،،!!



فلا تعد قادر على مصافحة أكفٍّ لوجوه غريبة ولا حتى قادر على التلويح ،،!




تغترب ،، فتعيش في دوامة من التيه والتخبط في زخم ثقافات جديدة بوجوه غير مألوفة



في مجتمع غريب بعادات مختلفة ومورثات لا تشبه بيئتك وحضارة لم تعشها يوماً




تغترب،، فتتكسر لهجتك فلا أنت تتحدث لهجتك ولا لهجة الغربة بل تصنع لنفسك مزيجا


من هذا وذاك



ففي مجتمع الغربة أنت غريب وفي مجتمعك تصبح أيضا غريبا,,,,!




ذلك ثمن باهظ ترهقك به الغربة أينما توجهت،،!




تغترب،، فترهقك ملامح من ورق لأحباب تفصلك عنهم آلاف الأميال هي كل ما تمتلكه



من رائحتهم وكل مايؤنس غربتك ،،!!




تغترب ،، فتدرك أنك تنظر من ثقب زاوية لأهلك حين رحيلك وكأنك غادرت الدنيا وحلّت


عليهم روحك كطائرٍ زائر~



لتراهم كيف يغرقون في تفاصيل حياتهم اليومية وأنت بعيد عنهم



ولتدرك أنهم ما عادوا يتذكرون عن وجودك بينهم إلا النزر اليسير وإنهم اعتادوا أن تكون



جزءهم المنسي وألفوا غيابك عنهم ..




تغترب،، فتدرك أن هناك حياة جديدة تبدأ وأخرى تنتهي وأنت لازلت على شرفة الغربة



ترسم صور الأحباب مقبلين ومدبرين من بعيد دون أن تحظى بمعايشة تلك اللحظات معهم




أحباب قادمون وآخرون راحلون ووحدك خارج إطار الصورة ~



وحدك على مسرح غير مسرح الوطن لا تملك سوى أن تمد كفيك الخاويتين



إلى أفقٍ بارد دون أن تصلا لأحبابك




وحين تغترب الزهور تحديداً تدركن جيداً أن أكفهنّ الناعمة ستكبلها قيود الغربة قسراً



وستعتدن بمفردهن وبيتُمٍ بالغ سحب حقائبهن الثقيلة في المطارات وإلى الحافلات



وستحني الغربة ظهورهن قبل وزن حقائبهن ليصبحن على حافة الإنكسار




غربة في وطن متعدد الثقافات والعادات والتقاليد ،، مختلف الأعراف تعني :




مواجهة مجتمع بأكمله يستهجنهن ويتنكر لبيئتهن ويعتبرهن دخيلات عليه



فهل ستؤول بتلاتهن المزهرة إلى ذبول؟



وهل ستمتص الغربة شذاهن ؟



.................................................. .......




كان هذا آخر سطر أضافته ريم لدفتر مذكراتها اليومية



أحتضنت وسادتها بقوة فتنفست هواء ديارها البعيدة جداً



مدت يدها لتتناول إطارا ملوناً بجانب سريرها طبعت قبلة عميقة على الصورة



( تصبحون على خير أيها البعيدون القريبون )






سنلتقي معا لنسلط الضوء على مواقف من أرض الغربة لزهور


حملنّ الاثنين والعشرين ربيعا على أكفهن ،، وغادرن حنان الأرض التي عليها نشأن


وترعرعن،،،،،،،،،




فهل ستسحقهن الغربة دون ان تأخذها بأغصانهن اليانعة أدنى شفقة ؟هل تذبلن إن



زرعن في غير أرضهن ؟ هل تتغير نظرتهن للحياة بعد سلسلة من التجارب ؟



مالذي سيصادف تلك الزهور اليانعة حياة ونضارة أم هرم وذبول ؟

-----------------*****مع تحياتي****------------

شكرااااااااااااااااااااااا أمير بالفعل موضوع رائع

شكرا اوراق المرور اشكرك شكرا جزيلا

العفوووووووووووووووووو

thank you so much

شكرااااااااااااااااااااااااااا

موضوع قيم بارك الله فيك

شكرا

شكرا على هذا الموضوع

شكرا لكم اخوتي على المرو ر على صفحتي نورتم

شكرا لك الأمير أسمر على هذا الموضوع المميز

هذه الأغنية هي إضافة للوصف الذي أعطاه الأمير أسمر للغربة

thanks

rak tem

قوووول والله