بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كلامي اليوم موجه إلى إخواني الشرفاء الأحرار و إلى الطبقة الزوالية في وطني و التي تتربع على عرش الأغلبية في وطن حباه الله بخيرات و ثروات كبيرة.
سأحاول أن أخوض في شرح التوازنات التي بني عليها النظام الجزائري و الذي يرفض التغيير حفاظا على هذه التوازنات.
لا شك أن المواطن الجزائري المسكين يتساءل في اليوم مائة مرة لماذا هذا البلد بهذا الحجم من الإمكانيات و الموارد النفطية و المساحات الزراعية يعاني أزمة بطالة و سوء معيشة و يذهب به هذا السؤال إلى أبعد مدى حتى يمل و يقتنع في الأخير بأنه ليس إلا مواطنا "يمشي من حيط لحيط و يا رب السترة" و يسلم للأمر الواقع ، لكن أنا و كمواطن جزائري فقد راودني مثل هذا السؤال مرات و مرات لكنني لم أيأس و حاولت أن أكتشف جوابه لأنني أردت أن أنقل الحقيقة و لم أرد أن أكون مقتنعا بما يفرضه علينا الزمن و النظام، فأنا سأقول كلمة الحق و الخيار لأبناء بلدي في أن يحكموا ما إذا كان من حقي المطالبة بتنحية هذا النظام أم لا.
نأخذ كبداية في أمثلتنا السيد الوزير الأول "أحمد أويحيى" و الذي يعتبر ملك الحافلات في الجزائر برقم يقارب الـ"1000" حافلة موزعة عبر التراب الوطني، و نأخذ معه السيد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني "عبد العزيز بلخادم" الذي يعتبر ملكا للشاحنات الحاملة للسيارات برقم يقارب أيضا الـ"1000" شاحنة، دعك مما لا يعرفه المواطن فما خفي كان أعظم، و أنا قد أعطيت هذين المثالين لأوضح كيف أن الملك موزع على سادة النظام في الجزائر فهنالك ملك الزراعة و ملك الصناعة و بارون مخدرات و خمور و.... ، فبارون الخمر يضغط على البرلمان للمصادقة على قبول استيراد الخمر و تجارته و هذا للحفاظ على تجارته، و المخدرات كذلك لو استطاعوا لها سبيلا لسنوا قانونا يسمح بتداولها في الأسواق و هذا ما هو منتظر في المستقبل.
و نأخذ أيضا ملك الزراعة و الذي يفتح مكاتب في الخارج و يصدر إليها القمح مثلا من الجزائر و يعيد استيرادها من الخارج و يربح من فارق الأسعار الذي يتحمله عاتق المواطن الجزائري، و لكم أن تقيسوا على هذه الأمثلة .
و هؤلاء الملوك يغطون على بعضهم و هذا ما يجعلهم يتداولون على المناصب العليا في الدولة و هذا ما لم يسمح أبدا في التغيير لأنه لو تم إقالة أي ملك فستنهار المملكة لأن كل ملك يعتبر علبة سوداء في حد ذاته و كدليل على كلامي هو أن بعض السياسيين لا يغادرون الساحة السياسية أبدا فهم يقفزون من منصب لآخر لكن لا يمكن تنحيتهم فإما أن يكون أمينا عام لحزب كبير و إما أن يكون وزيرا لوزارة حساسة و إما مستشارا و ممثلا شخصيا للرئيس و هكذا دواليك لذلك فالجزائر تدور في حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها أبدا ما لم ينتفض الشعب لأن النظام يسير وفق التوازنات المذورة و من كان ينتظر التغيير فلينم أبد الدهر لأن اللعبة واضحة تماما"مدام الشعب ساكت، دير رايك" لذا فالشعب اليوم مطالب بأن يستيقظ من سباته فالجزائر كان بالإمكان أن تكون أفضل و رائدة بين الدول الأكثر اقتصادا لما تتوفر عليه من مساحة و شباب و خيرات، فدولة الإمارات كانت صحراء لكنها اليوم تنافس كبرى الدول الإقتصادية بفضل رجالها الذين يخدمون الوطن و لا يخدمون البطن، فهل أنا على صواب أم أنني على خطأ؟
أترك الجواب لكل من فهم لعبة النظام و أرجوا ألا تنتظروا أي برلمان لأن البرلماني ما هو إلا أداة فحتى لو كان هنالك ثلة من الشرفاء فإنهم يسلمون للأمر الواقع حالما يدخلون البرلمان و يكتشفون كيفية سير التوازنات فبرأيكم ماذا يستطيع أن يفعل شريف بين ألف خبيث؟