إن الصواريخ الجوالة تعتبر أحد أنواع الصواريخ الموجهة ، وقد سميت جوالة لأنها قادرة على الطيران بسرعة أقل من سرعة الصوت ولمديات بعيدة ، وتتبع مساراً شبيهاً بمسار الطائرات عكس الصواريخ الباليستية التي تتبع مساراً منحنياً و تصل إلى أهدافها بالاعتماد على ذاتها وأصابتها بدقة. وتعتبر هذه الصواريخ من الأسلحة الحديثة حيث أنها دخلت الخدمة الفعلية في منتصف الثمانينات . وكان أول استخدام لها خلال الحرب على العراق في 17 يناير 1991 وتعتبر في الوقت الحاضر السلاح الرئيسي في الترسانة الأمريكية بسبب قابليتها على إيصال رؤوس حربية نووية أو تقليدية بدقة عالية إلى الهدف لمديات بعيدة تصل إلى مئات الكيلومترات . وقد انفردت الولايات المتحدة وروسيا في تطوير هذا السلاح . وتنقسم الصواريخ الجوالة إلى فئات بحسب وسيلة إطلاقها من المنصات الأرضية أو القطع البحرية أو الطائرات، وبشكل عام يمكن القول إن الصواريخ الجوالة هي صواريخ طويلة المدى تتراوح من (1500 إلى 2500 كيلومتر، ومتوسطة السرعة 900 كم /الساعة) ، وبهذا السلاح يمكن التعامل مع الأهداف المحمية بشكل جيد حيث يفضل عدم المخاطرة بإرسال طائرات مأهولة. استخدام الصواريخ الجوالة ( كروز) وأساليب مجابهتها
أبرزت الحرب العالمية الأولى التي امتدت ما بين (1914 ـ 1918 م) دور المدفعية كسلاحٍ فعال، وبعد انتهائها قامت الكثير من الدول الصناعية مثل ألمانيا وانكلترا والإتحاد السوفيتي سابقاً إلى إيجاد أسلحة جديدة وكانت هذه الأبحاث محاطة بالسرية التامة . وفي عام 1923م نشرت بعض الصحف الأمريكية صورة مقذوف موجه لاسلكياً وهو عبارة عن جسم طائرة ينطلق في الجو بدفع صاروخي في مقدمته (1000) رطل من المتفجرات يصل مداه إلى (600) كم وبقيت هذه الأبحاث في حالة ركود حتى نشوب الحرب العالمية الثانية1939م. ومع نشوب الحرب العالمية الثانية اشتدت الحاجة إلى سلاح أكثر فعالية وعادت فكرة إنتاج الصواريخ من جديد في دول عدة لتطوير معدات الدمار الحربية لغرض الحصول على النصر، وظهرت الحاجة إلى استخدام أسلحة بعيدة المدى لمهاجمة الأهداف في عمق الأراضي المعادية. وفي أواخر الحرب العالمية الثانية طور الألمان الصاروخ الألماني الشهير (V-1 ) ليتم استخدامه ضمن الأسلحة الجديدة للألمان . بعد سقوط ألمانيا1945م وقع عالما الصواريخ المهندس فون براون وزميله رونيرجر أسيرين بيد القوات الأمريكية ، ويعد هذان العالمان من أعظم غنائم الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة الألمان وفي نهاية شهر أبريل 1945م نقلوا بطائرة خاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،أما جزيرة بيتموند فقد سقطت بيد الجيش السوفيتي وأخذ ضباط الاستخبارات الروسية يطلعون على جميع الأجهزة والمعدات الموجودة والمتروكة في المصنع وتم تجنيد العلماء والفنيين لتطوير صواريخ (V-1 ) إلى صواريخ أكثر تطوراً فباتت تعرف اليوم باسم الصواريخ الجوالة (كروز) ، وبالنسبة لصواريخ كروز الحديثة فقد كانت حرب الخليج الثانية 1990م أول حرب حقيقية يتم فيها استخدام صواريخ كروز ذات التقنية الحديثة للهجوم الأرضي ، حيث قامت سفن البحرية الأمريكية والغواصات في الخليج العربي والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط بإطلاق حوالي (282) صاروخاً (توماهوك) ضد أهداف محددة داخل العراق.
المواصفات الفنية
تصنف الصواريخ الجوالة (كروز) إلى ثلاث فئات رئيسية ، الفئة الأولى (ALCM) تطلق من الجو وهي على نوعين يرمز لها (AGM- 129M) و ( AGM- 86A/B) وأما الفئة الثانية (BGM) التي تضم صواريخ (توماهوك) والتي تطلق من القطع البحرية أو من قواعد أرضية متحركة وهي على عده أنواع يرمز لها (GM- 109A/B/C/D) وتعد هذه الفئة من أحدث الصواريخ الجوالة في العالم وتعتبر العمود الفقري للبحرية الأمريكية ، أما الفئة الثالثة ACM) AGM- 129 A ) وهي ما زالت قيد التطوير وتضم صواريخ متسللة باستخدام تكنولوجيا ( الاخفاء ) . والصواريخ الجوالة مزودة بمحركات نفاثة وهي تشبه الطائرة من حيث المظهر العام ،وسوف نعطي نبذة عن صاروخ (توماهوك) باعتباره أشهر أنواع صواريخ (كروز). صاروخ (توماهوك)
كان قد بدأ إنتاج صاروخ (توماهوك) من قبل شركة (رايثون) الأمريكية في العام 1980م وتم التوصل إلى القدرة العملياتية الأولية في العام 1986م, ويمكن إطلاق صاروخ (توماهوك) عمودياً أو أفقياً من سفن السطح أو الغواصات، وهناك أربع نسخ رئيسية من صاروخ (توماهوك) وهي:- - النسخة BGM-109A للهجوم الأرضي. - النسخة BGM-109B المضاد للسفن. - النسخة BGM-109C للهجوم الأرضي برأس حربي موحد. - النسخة BGM-109D للهجوم الأرضي ومزود بـ (166) ذخيرة فرعية. ويعتبر صاروخ (توماهوك) الأمريكي من أشهر الصواريخ الجوالة وهو يطلق من السفن فئات (CG47،DD963،DDG-51) والغواصات (SSN688) ويطير على ارتفاع منخفض لمعظم مساره ، وكان يتم توجيه الأجيال الأولى بالنظام (TERCOM) .أما اليوم فأنواعها الحديثة تعتمد على نظام (DSMAC) والذي يعتمد على المطابقة الرقمية للتضاريس بخرائط ثلاثية الأبعاد مخزنة بذاكرة النظام. وقد ظهر الصاروخ (توماهوك) (BLOCK III) في سبتمبر 1995م بتحديثات تم إدخالها تلافياً للسلبيات التي ظهرت على الموديلات السابقة أثناء استخدامه في حرب الخليج الثانية، وأهم تلك التحديثات هي زيادة الدقة والسرعة والمدى واستخدام رأس حربي واسع التدمير وزنه (1000 رطل) مع إمكانية استخدام رأس حربي نووي بقوة (200 ك طن) هذا بالإضافة إلى إمكانية مهاجمة الهدف من أي اتجاه ، وقد أضيفت له بعد ذلك كاميرا تسمح بإعادة البرمجة لتعديل المسار أثناء الطيران في حالة فقدان الهدف أو تدني الإشارة الملتقطة، وأحدث محرك للصاروخ من النوع (التوربيني)، وهناك حوالي (6000) صاروخ من الموديلات المختلفة موزعة على (70) سفينة و(72) غواصة، والنسخة الأخيرة من سلسلة صواريخ (توماهوك) هي النسخة العابرة للقارات فئة (BLOCK IV) والتي دخلت الخدمة في البحرية الأمريكية في العام 2003م. المواصفات التعبوية للصواريخ الجوالة (كروز) أنواع عديدة تطلق من البر والبحر اعتماداً على نوع وسيلة الإطلاق وهذه الأنواع تختلف بحسب مدياتها ومواصفاتها والجدول المرفق يبين المواصفات الأساسية لكل نوع من هذه الأنواع
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 650 * 699 و حجم 64KB.
تكبير الصورةتصغير الصورةتم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية. خواص الصواريخ الجوالة (كروز) إن خواص الصواريخ الجوالة تؤمن استخدامها كسلاحٍ مؤثرٍ ضد الأهداف النقطوية ذات المديات البعيدة. وأغلب خواص صواريخ ( كروز) مشابهة لخواص الصواريخ الأخرى ، ولكن يبقى لكل سلاح مزاياه الخاصة التي يتميز بها من حيث الخواص الإيجابية ومن أجل معرفة خواص هذه الصواريخ لابد من معرفة ما يأتي المزايا (ADVANTAGES ) : لصواريخ (كروز) مزايا عديدة من أهمها : - المدى البعيد : تمتاز الصواريخ الجوالة بمدى بعيد إذا ما قورنت مع بقية الصواريخ المتيسرة الأخرى حيث يتراوح مداها من (1300- 2500 كم) بحسب نوعها وتخصيصها لمهاجمة الأهداف المعادية . - دقة الإصابة العالية: في بداية استخدام الصواريخ الجوالة كانت دقة الإصابة غير مُرضية ومع تقدم هذه الصناعة تحسنت دقة إصابتها إذ أصبحت هذه الدقة لا تتجاوز(10) م من الهدف رغم المسافة البعيدة عن قواعد الإطلاق ، وهذا يرجع إلى التجارب الناجحة التي أجريت على منظومة التوجيه . - مرونة الاستخدام: يمكن استخدام هذه الصواريخ من القوات الثلاث (البرية والجوية والبحرية) ضد المنشآت الحيوية المحمية حماية جيدة . - الرأس الحربي : تتميز صواريخ (كروز) بقابليتها على حمل رؤوس متنوعة حسب طبيعة الأهداف المطلوب معالجتها ومنها : أ. رأس نووي بوزن (123) كجم من نوع (W-80) وبقوة تدميرية (200) كيلو طن. ب. رأس تقليدي (خارق) بوزن (454) كجم . ج. رأس تقليدي (متشظي) يزن بحدود (500 كجم) . د. حاوية قنابل عنقودية ضد الأشخاص بوزن (500 كجم) تقريباً. ه. رأس تقليدي حديث مزود بـ (166) ذخيرة فرعية. - المناورة: استخدام المنظومات الملاحية المتطورة أعطت لصواريخ (كروز) مناورة عالية لخرق الدفاعات الجوية المعادية ومن اتجاهات مختلفة وغير متوقعة مما يصعب تحديد اتجاه الهجوم الابتدائي. -إدامة الزخم: يمكن تحقيق زخم عال بتأمين ضربة جوية مؤثرة ضد الأهداف المحصنة تحصيناً جيداً باستخدام عدد كبير من الصواريخ (كروز) ومن قاعدة إطلاق واحدة للحصول على قوة تدميرية كبيرة ضد هدف واحد وبوقت قصير. - صعوبة الكشف: تعد صواريخ (كروز) صغيرة الحجم نسبياً بالمقارنة مع الطائرات المقاتلة إذ تكون (مساحة السطح العاكس الراداري لهذا الصاروخ بحدود (0,10) م2 و قابليتها على الطيران المنخفض مما يجعلها صعبة الكشف بالرادار . -التأثر بالأحوال الجوية: تتأثر صواريخ (كروز) بالأحوال الجوية (الريح ودرجة الحرارة والغيوم الرعدية) في مرحلة الإطلاق وأثناء الطيران تأثراً نسبياً بالمقارنة مع الطائرات مما يساعد على استخدامها في الأحوال الجوية الرديئة التي يتعذر فيها استخدام الطائرات لإدامة العمليات العسكرية . - منظومات الإطلاق: إمكانية إطلاق الصواريخ من منظومات إطلاق متعددة مما يسهل من عملية حشدها في الزمان والمكان المطلوبين . التحديدات (العيوب)DISADVANTAGES) ) عموماً لا تختلف التحديدات لعمل صواريخ (كروز) عن تحديدات أي منظومة صواريخ (أرض _ أرض ) إلا أن خصوصية استخدام هذه الصواريخ في معالجة الأهداف النقطوية أبرزت بعض التحديدات ، ومن أهم هذه التحديدات أو العيوب ما يلي: • ارتفاع الصاروخ فوق اليابسة هو ارتفاع منخفض وبما أن سرعة الصاروخ أقل من سرعة الصوت ومناورته محدودة لذلك يصبح هدفاً تقليدياً لقسم من أسلحة الدفاع الجوي. • عدم امتلاك الصاروخ معدات حرب إلكترونية تحميه من بعض أسلحة الدفاع الجوي مما يجعله هدفاً سهلاً لهذه الأسلحة عند مقاطعته . • صوت محرك الصاروخ مشابه لصوت محرك الطائرة مما يسهل رصده من قبل المراصد البصرية وتأمين الإنذار المبكر لوسائل الدفاع الجوي. • صواريخ (كروز) بحاجة إلى برمجة وفقاً لخرائط إلكترونية لمناطق خط الطيران، ومنطقة الهدف ، وإن هذه الخرائط تهيأ وفقاً للمعلومات التي تنقلها الأقمار الصناعية التجسسية وعملية البرمجة تستغرق وقتاً طويلاً . مبدأ عمل الصواريخ الجوالة تعتمد الصواريخ الجوالة في طيرانها على محركات نفاثة تطير على ارتفاعات منخفضة ويطلق عليها القنبلة الطائرة وسرعتها أقل من سرعة الصوت وهي مزودة بأجنحة تشبه أجنحة الطائرة من حيث المظهر العام و تشترك معاً بطيرانها داخل الغلاف الجوي وتختلف عن الصواريخ البالستية من حيث كونها تحتاج إلى الهواء ومحركاتها نفاثة وليست صاروخية . منظومات إطلاق الصواريخ الجوالة (كروز) تعد مواقع إطلاق الصواريخ من الأمور المهمة والأكثر سرية ، مما دفع الدول المنتجة لهذه الصواريخ إيجاد أكثر من وسيلة إطلاق لتبقى مواقع الصواريخ بعيدة عن الإصابة المباشرة على الأقل في الساعات الأولى من نشوب الحرب . ومن بين الوسائل المستخدمة لإطلاق الصواريخ الجوالة : أ. المنصات الأرضية: تطلق صواريخ (كروز) من منصات أرضية قد تكون ثابتة على الأرض أو مسحوبة على عجلة وتؤمن هذه المنصات استجابة سريعة لإطلاق هذه الصواريخ مع إمكانية الانتشار حال تسلم الإنذار بسرعة. ب. القطع البحرية: تعد السفن الحربية منصات إطلاق رئيسية لصواريخ (كروز) ويرمز إلى هذا النوع بالرمز (BGM) . واستخدام صواريخ (كروز) المطلقة من البحر هو أحد الخيارات المتاحة لإنتاج منظومة إطلاق الصواريخ النووية العملياتية البعيدة المدى على أن تقوم بدور ثانوي استراتيجي ، وكان من المتوقع نشر صواريخ (كروز) المطلقة من البحر برؤوس نووية على جميع الغواصات الهجومية لمهاجمة الأهداف البرية . أما الرؤوس التقليدية منها فتحمل على باقي السفن ذات المديات القصيرة ومن أهم القطع البحرية الأمريكية التي تعد منصات إطلاق :
• الغواصات: بالنظر لقابلية الغواصات على الحركة فوق وتحت سطح الماء ومناورتها العالية وإمكانياتها على الاختفاء في أي بقعة من بقاع البحر لذلك تعد من المنصات المهمة لإطلاق الصواريخ الجوالة (كروز) . • وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أنواعاً عديدة من الغواصات منها الغواصة (جيفرسون ستي _Jefferson City ) والغواصة ( لوس انجلوس _ Los angeles ) وتتسلح كل واحدة منها بثمانية صواريخ ) . • البوارج: تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية عدداً من البوارج المستخدمة كمنصات إطلاق لصواريخ (كروز) ومن بينها ( البارجة ايوا _ IOWA ) والبارجة ( ميسوري _ Missouri ) والبارجة ( نيو جيرسي _ New Jersey ) والبارجة (وسكنسن _ Wisconsin ) وتحمل كل واحدة منها اثنين وثلاثين صاروخاً . وتتوزع على أربع قواعد إطلاق . • المدمرات: تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية عددا من المدمرات المستخدمة لإطلاق الصواريخ منها المدمرة (هيوت _ Hewitt ) و ( ستومب _ Stump ) و(كارون _ Caron ) و (لابون) و (راسل). • الطرادات: وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً عدداً من الطرادات المستخدمة لإطلاق الصواريخ (كروز) ومن بينها الطراد (شيلو) و(نورماندي _Normandy ) . صواريخ (كروز) المطلقة من الجو إن استخدام الطائرات كمنصات إطلاق لصواريخ (كروز) يعد من أحدث الأساليب المستخدمة لما تتمتع به من صعوبة تحديد مكان الإطلاق والذي يسعى العدو للحصول عليه دائماً . فضلاً عن قدرتها على الإقلاع والهبوط من مطارات مختلفة لتجنب التحشد في مطارات محدودة فهي بحد ذاتها أهداف ذات أسبقية عالية للهجمات ويرمز إلى هذا النوع من الصواريخ (ALCM ) ,أي الصواريخ المطلقة من الجو ومن بين الطائرات المستخدمة لإطلاق هذا النوع من الصواريخ طائرة (B-52 ) التي تحمل ستة صواريخ ، أربعة منها تحت الأجنحة واثنان تحت الجسم ، ومن الطائرات الأخرى التي تستخدم كمنصة إطلاق لهذه الصواريخ ( طائرة F – 111 ) التي تحمل ثمانية صواريخ ، وتعد طائرة (B-2 ) والتي تحمل (16) صاروخاً من أحدث وسائل الإطلاق من الجومنظومات السيطرة والتوجيه لصواريخ (كروز)
لغرض إيصال الصواريخ الجوالة إلى الهدف المطلوب مهاجمته وبدقه عالية وفي ظروف جوية وتضاريس أرضية مختلفة زودت هذه الصواريخ بمنظومات ملاحة وتوجيه وسيطرة متطورة و دقيقة جداً (جايروسكوبات، حاسبات الكترونية,GPS ) وتتأثر دقة هذه الأجهزة بمدة اشتغالها مما يحدد إمكانية تحويل الصاروخ من هدف لآخر ضمن المدة الباقية من مدة الاشتغال المسموح بها للأجهزة ويؤجل الإطلاق إلى مده تسمح باستقرار الأجهزة . ويمكن القول أن مبدأ عمل صواريخ (CRUISE ) يعتمد على البرمجة المسبقة لخط الطيران نحو الهدف بالاعتماد على خرائط رقمية ثلاثية الأبعاد لسطح الأرض التي يمر فوقها ،ومرتبطة بالأقمار الصناعية والتي تحدد كل هضبة وكل واد بدقة متناهية كما يستطيع تغيير مساره عدة مرات ومقارنة صورة الأرض تحته مع الخارطة الرقمية والذاكرة الكمبيوترية ليحدد موقعه وهكذا دواليك حتى يصل إلى هدفه. وتستطيع بواسطة أنظمة توجيهها المتطورة إصابة أهدافها بدقة بالغة مستخدمة نظام المقارنة (TERCOM) الذي يقارن بين الخرائط الرقمية ثلاثية الأبعاد الموجودة بذاكرة حواسيب التوجيه ومع ما يتم التقاطه من كاميرا الصاروخ فوق المناطق التي يمر فوقها والتي تؤكد تطابق مساره وتصحيحه من حين إلى آخر حتى تتطابق مع الهدف فينقض عليه . ومن هذه المنظومات:
ا. منظومة الملاحة بالقصور الذاتي (I.N.S ): وهي المنظومة المسئولة عن الملاحة من لحظة الإطلاق إلى لحظة الاصطدام بالهدف حيث تزود الحاسوب بإحداثيات الطيران خلال خط الرحلة وبنسبة خطأ (800) م لكل ساعة طيران وتتأثر هذه المنظومة بالظروف الجوية ويتحدد عملها بسرعة ريح تزيد عن (30) كم / ساعة . ب. منظومة مقارنة التضاريس الأرضية.(TERCOM
وهي منظومة تعمل على اليابسة ولحين اشتغال منظومة مطابقة الصور الرقمية (DSMAC) وهي تتألف من حاسبة وجهاز قياس ارتفاع راديوي ومجموعة من الخرائط القياسية المبرمجة لمناطق منتخبة على مسار طيران الصاروخ ويصل عددها إلى (64) نقطة . ج. منظومة الملاحة بالأقمار الصناعية (نظام تحديد الموقع الكوني (G.P.S):
وهي منظومة ملاحية متطورة زود بها الصاروخ (توماهوك) والذي يعد من الجيل الثالث ويعتمد مبدأ عملها على الإشارة المستلمة من مجموعة الأقمار الاصطناعية الموجودة في الفضاء وعددها (24) قمراً اصطناعياً ويركب على الصاروخ هوائيين لإستلام الإشارة من الأقمار الاصطناعية التي ترسل بدورها إلى الحاسوب بعد تحويلها إلى إشارة رقمية ليستفاد منها في حساب (السرعة ، المسافة ، الوقت ، الإحداثيات الآنية ، مقدار الانحراف عن الإحداثيات المبرمجة) . وتحقق هذه المنظومة دقة ملاحية تصل إلى (10) م ويحتاج الصاروخ إلى (3) أقمار اصطناعية على الأقل لضمان دقة عمل المنظومة. إن عمل منظومة (G.P.S) هو تصحيح المعلومات إلى منظومة الملاحة الرئيسية (I.N.S) مما يساعد على التخلص من التحديدات التي يفرضها استخدام منظومة (TERCOM) مثل الطيران فوق المسطحات المائية بمسافة لا تزيد عن(700 كم) عن الساحل وفوق تضاريس أرضية لا تقل عن (1 م) وهذا ما أعطى للمخطط المرونة العالية في الاستخدام . د. منظومة مطابقة الصور الرقمية (DSMAC وهي منظومة تستخدم للتصحيح الدقيق لتوجيه الصاروخ نحو الهدف ويبدأ عملها من مسافة (20 – 18 ) كم عن الهدف بتشغيل كاميرا تلتقط صوراً بنقاط الدلالة قبل الهدف وتحول هذه الصور إلى صور رقمية بواسطة الحاسوب وتقارن مع الصور المخزونة في الذاكرة وتتم عملية المقارنة من خلال حصول الكاميرا على ثلاث صور متداخلة فيما بينها تغطي كل صورة مساحة (120× 120 م) وتقع هذه الصور ضمن الصورة المخزونة في ذاكرة الحاسوب . ولغرض الحصول على صورة واضحة تستخدم كاميرا تحتوى على متحسس ( مكثف ضوء ) ومصدر إضاءة شديدة يؤمن عمل هذه الكاميرا في جميع ظروف الرؤية الليلية. طريقة إطلاق الصواريخ الجوالة تختلف طريقة إطلاق الصواريخ بحسب الوسيلة المستخدمة للإطلاق وتعد القطع البحرية من المنصات الرئيسية للإطلاق الذي يتم بواسطة محرك صاروخي ، وتجري عملية إطلاق الصاروخ وفقاً للمراحل الآتية : أ. عند الضغط على زر الإطلاق تشتغل بطارية حرارية مسئولة عن تزويد وحدة القصور الذاتي والحاسبة بالقدرة الكهربائية . وعند وصول الجهد الكهربائي في البطارية إلى قيمته، يصل أمر التشغيل للمحرك الدافع فيدفع الصاروخ إلى ارتفاع (300 ـ 400 م). ب. تعمل وحدة الملاحة بالقصور الذاتي على وضع الصاروخ بزاوية (55) درجة مع الأفق وتكون السيطرة بواسطة أسطح النفث الموجودة في المحرك الدافع . ج. بعد مغادرة الصاروخ للقاذفة تقوم البطارية الحرارية بتزويد التوربينات بالجهد الكهربائي وجهاز السيطرة على الوقود لتشغيل المحرك الدافع . د. بعد (6.0) ثوان من مغادرة الصاروخ للقاذفة تنفتح الروافع . هـ.بعد (8.2) ثوان من الإطلاق ينطفئ المحرك الدافع . و. بعد (8.9) ثوان من الإطلاق تنفتح الأجنحة. ز. بعد (9) ثوان من الإطلاق يقذف محرك الدفع وفي الوقت نفسه يشغل المحرك النفاث وتبدأ منظومة (I.N.S) للملاحة بالقصور الذاتي بالعمل . ح. بعد (12.5 ثانية) من الإطلاق تنفتح الأجنحة . ط. بعد (15.5 ثانية) من الإطلاق يحصل الصاروخ على أقصى دفع في المحرك النفاث ويصل معدل دوران المحرك إلى (20000 دورة) في الدقيقة. ي. تنحدر القذيفة إلى ارتفاع (15- 16)م بحسب البرمجة المسبقة فوق سطح البحر و (100- 250) م فوق اليابسة وبسرعة طيران (885) كم / ساعة تكون السيطرة على هذه السرعة بواسطة جهاز الحاسبة وبحسب ما تم تغذيته سابقاً ، ويجب أن لا يزيد بعد القطعة البحرية عن الساحل أكثر من (700) كم وذلك بسبب منظومة الملاحة (I.N.S) إذ تبدأ بإعطاء خطأ ملاحي بمعدل (800) م لكل ساعة طيران بعد ذلك.
خط الرحلة
يصل الصاروخ إلى نقطة الدلالة الأولى التي تبعد عادة عن الساحل بعدة كيلو مترات لضمان دقة الملاحة فوق البحر وتكون نقطة الدلالة الأولى عبارة عن مستطيل من الأرض عرضه (48) كم وطوله (7) كم وهذا المستطيل مقسم على شكل خلايا مربعة مساحة كل واحدة منها تساوي ( 120 × 120 ) م حيث تعطي هذه التقسيمات دقة بمعدل (1) م وعندما يصل الصاروخ إلى هذه النقطة تبدأ منظومة (Tercom) لمطابقة التضاريس الأرضية بالعمل وهذه المنظومة موجودة في أسفل الصاروخ والتي تقوم بمقارنة فرق الارتفاع في تضاريس الأرض وتعطي هذه المعلومات إلى الحاسب الآلي الذي يقوم بإعطاء الأوامر إلى أسطح القيادة لتصحيح مسار الصاروخ نحو النقطة الدالة كلما اقترب الصاروخ من الهدف حيث تصبح في آخر نقطة دلالة (2) كم عرضاً بعد أن كانت (48) كم ويبقى الطول (7) كم وذلك للحصول على دقة عالية جداً بواسطة منظومة (Tercom) وفي حالة فشل الصاروخ في الوصول إلى نقطتي دلالة واحدة بعد الأخرى فان القذيفة سوف تفشل في الوصول إلى الهدف حتماً . عند وصول الصاروخ إلى نقطة الدلالة الأخيرة والتي تبعد مسافة (20) كم عن الهدف فإن منظومة (Tercom) سوف تتوقف عن العمل وتبدأ منظومة (Dsamac) بتشغيل الكاميرا التي تلتقط صور نقاط الدلالة قبل الهدف وتحول هذه الصورة مباشرة إلى صورة رقمية بواسطة الكمبيوتر وتقارن مع الصورة الرقمية المخزونة في الذاكرة وينقص حجم المنظور لمنظومة (Dsamac) كلما اقترب الصاروخ من الهدف لزيادة دقة الملاحة . وعلى ضوء هذه المعلومات الواردة يقوم الصاروخ بتصحيح مساره نحو الهدف أساليب مهاجمة الهدف بعد التحديث الأخير لمنظومة تطابق الصور المرئية (Dsamac) أصبحت المسافة (2-9) كم تقريباً وهي المرحلة الأخيرة لتصحيح الارتفاع وكما هو مخطط له بحسب البرمجة المسبقة في اختيار إحدى المناورات النهائية للهجوم إذ يبدأ الصاروخ بالتوجه نحو الهدف بحسب المناورة المخطط لها ، علماً أن المنظومة لا تلتقط أي صورة للهدف أثناء الهجوم ما عدا الصاروخ (BGM-109 C/ D) يشغل منظومة تطابق الصور المرئية فوق إحداثيات الهدف ، وعند وصول النقطة المطلوبة تنفتح الحاوية وتسقط منها القنابل العنقودية ، ومن ثم حساب الريح وتصحيح مسار الصاروخ في اتجاه نقاط الدلالة الأخرى عند وجود هدف رئيسي مبرمج مسبقاً . وتختلف أساليب مهاجمة الهدف باختلاف الرأس الحربي للصاروخ : الرأس النووي يكون أسلوب مهاجمة الهدف بالصواريخ الجوالة ( كروز) ذات الرأس النووي بإحدى الطرق الآتية : • أولاً: الهجوم الأفقي (Horizontal attack) • ثانياً: الهجوم بالانقضاض Dive attack • ثالثاً: الهجوم أثناء التسلق Zoom attack الرأس الحربي التقليدي يوجد أسلوبين من الهجوم عند استخدام الرأس الحربي التقليدي وهما: * الهجوم الأفقي Horizantal attack * الهجوم الانقضاضي attack Pull up الرأس الحربي التقليدي المزود بالقنابل العنقودية ويستخدم هذا النوع من التسليح لمهاجمة أكثر من هدف واحد وعادة تكون مهاجمة الأهداف الثانوية بالقنابل العنقودية أولاً ومعالجة الهدف الرئيسي بالرأس الحربي التقليدي ثانياً ويكون أسلوب الهجوم بالقنابل العنقودية من وضع أفقي مستقيم (Horizontal) وبالرأس الحربي التقليدي يكون الهجوم بالانقضاض (Dive attack)يكون اختيار خط الرحلة من نقطة الإطلاق إلى نقطة الاصطدام بالهدف اعتماداً على تصوير خط الرحلة بواسطة الأقمار الاصطناعية ، وتدرس هذه الصور الجوية دراسة مفصلة ويحدد خط الرحلة مع الأخذ في الاعتبار النقاط التالية : - حساب المسافة بين مكان الإطلاق والهدف . - تجنب الدفاعات المعادية والمراصد البصرية والكشف الراداري . - في حالة الإطلاق من البحر يجب أن يكون موقع القطعة البحرية بما لا يزيد عن (700) كم عن الساحل وذلك بسبب محدودية عمل منظومة الملاحة بالقصور الذاتي أثناء الطيران فوق البحر. - المناطق المحيطة بالهدف (عوارض صناعية، عوارض طبيعية ) . - تحديد نقطة الاصطدام بالهدف . - اختيار نقاط الدلالة خلال خط الرحلة ويمكن تخزين (64) نقطة دلالة في ذاكرة الصاروخ.أساليب مجابهة صواريخ (كروز)
أساليب المجابهة الإيجابية وتشمل وسائل الاستطلاع للحصول على معلومات الإنذار المبكر (الرادارات بأنواعها) الأرضية والمحمولة جوا والمراصد البصرية والمعدات الفنية والتي تؤمن الإنذار عن الأهداف الجوية بكافة الارتفاعات حيث تستخدم الأجهزة الرادارية إلا أنها ما زالت تعاني العديد من المعضلات في كشف ومتابعة الأهداف الجوية المختلفة بالارتفاعات المنخفضة بسبب كروية الأرض والمقطع الراداري الصغير للصاروخ الجوال (كروز) وكذلك الأهداف الجوية التي تمتلك تكنولوجيا التخفي. كما تلعب المراصد البصرية دوراً فاعلاً في الإنذار عن الأهداف الجوية التي تعجز أو تحدد إمكانية الأجهزة الرادارية عن كشفها لذا تم تعزيز الكشف الراداري بنقاط رصد بصري والتي أثبتت نجاحها في سد الثغرات في منطقة الكشف الراداري وفي المناطق التي يتعذر فيها إنفتاح الرادار وتؤمن المعلومات عن الأهداف الجوية بظروف التشويش الإلكتروني الفعال والإبلاغ عن الصواريخ الجوالة (كروز) والطائرات المتسللة نهاراً إلى مراكز السيطرة التابعة لتشكيلات الدفاع الجوي . ويتم الكشف والإنذار عن الصواريخ الجوالة بأسلوبين وكما يلي : الكشف الراداري
لا يمكن الاعتماد على كشف الصواريخ الجوالة (كروز) بواسطة الرادارات العاملة في الظرف الراهن إلا أنه يمكن كشفها في حالات خاصة وفي بعض الرادارات عندما يكون طيران الصاروخ قاطع للجبهة وطيرانه لفترة طويلة نسبياً ولهذا لا يمكن الاعتماد على هذه الوسيلة في الكشف ضمن منظومة الإنذار والسيطرة للأسباب التالية : أولاً. صغر مساحة المقطع الراداري لها . ثانياً. طيرانها بارتفاعات منخفضة من (1) كم فما دون . ثالثاً. استخدام تقنية التخفي في الأجيال الحديثة لهذه الصواريخ . رابعاً. تأثر بعض محطات الأجهزة الرادارية بطبوغرافية الأرض . الكشف البصري إن للمراصد البصرية دوراً فاعلاً في إعطاء إنذار مبكر عن الصواريخ الجوالة (كروز) نهاراً ابتداء من المراصد الحدودية إلى المراصد المحلية مما يساعد على تأمين استعداد الأسلحة لمواجهة هذه الصواريخ نهاراً، أما ليلاً فان هذه المراصد محدودة الفاعلية بسبب اعتمادها على سماع صوت هذه المقذوفات مما لا يعطي المعلومات الدقيقة عن مسلك هذه الصواريخ . على الرغم مما ذكر آنفا فان المراصد البصرية تعاني من عدة صعوبات تؤثر بمجملها العام على كفاءة أداء تلك المراصد ليلاً بسبب : أ. خفوت صوت الصاروخ . ب.صعوبة الرؤية ليلاً لضعف اللهبة الخلفية للصواريخ الجوالة (كروز) . خطة انفتاح المراصد البصرية تفتح مراصد الإنذار المبكر على الحدود الدولية بعيداً عن المواقع المحمية لتأمين الوقت المناسب للإنذار وتهيئة التشكيلات والوحدات لمواجهة الصواريخ الجوالة (كروز) . أما المراصد المحلية فتفتح على المحيط الخارجي لوحدات مدفعية م/ط لتؤمن لها الإنذار المحلي والاتجاه النهائي لاقتراب الصواريخ الجوالة،ويراعى في انفتاح المراصد أن تكون في مواقع تتوفر فيها شروط الانفتاح. التعامل مع الصواريخ الجوالة المواجهة بالطائرات الاعتراضية يتم مواجهة الصواريخ الجوالة (كروز) بواسطة الطائرات الاعتراضية وفق الأسلوب التالي : أ.استخدام الطائرات الاعتراضية من القواعد الجوية والواقعة خارج تأثير التشكيلات الجوية المعادية في الوقت الحاضر . ب.استخدام الطائرات الاعتراضية بواجبات معدة نهاراً من وضعية الاستعداد الأرضي وبتوقيت محسوب من وقت رد المعلومات عن الصواريخ الجوالة (كروز) . ج.يتم إقلاع الطائرات الاعتراضية إلى مناطق الانتظار المحددة على محاور تقرب الصواريخ الجوالة (كروز) وخارج مناطق تدمير أسلحة الدفاع الجوي وبما يؤمّن حرية العمل وضمان سلامة الطائرات . د.استخدام الصواريخ الحرارية والمدافع في المعالجة عند تأمين مشاهدتها بصرياً وضمن محدوديات ووصايا الرمي المعمول بها . هـ.يتم إصدار الإقلاع للطائرات الاعتراضية بالأسلوب التالي : أولاً. توضع الطائرات باستعداد رقم (1) حال رد المرصد لمعلومات عن خرق صواريخ كروز. ثانياً. يقوم مركز عمليات الدفاع الجوي المعني بإجراء الحسابات التقريبية وعلى مسار طيران الصاروخ. ثالثاً. يتم إصدار أمر إقلاع للطائرات لتكون في منطقة الانتظار المخصصة بوقت لا يقل عن عشر دقائق من الوقت التقريبي لوصول صواريخ كروز إليها . المعالجة بالصواريخ يُعتمد على إطلاق أكثر الصواريخ الجوالة من القطع البحرية (الطائرات والمدمرات الحربية ) وللأسباب التالية : أ.الرغبة في التقليل من الخسائر في الطائرات إلى الحد الأدنى. ب. انتشار القطع البحرية التي تحمل هذه الصواريخ في منطقة العمليات، وكون جميع المواقع الحيوية المراد التعرض عليها تقع ضمن مديات تلك الصواريخ . ج.صعوبة كشف الصواريخ الجوالة بسبب صغر حجمها وانخفاض طيرانها لا يعطي إنذارا كافيا ومسبقاً للصواريخ م/ط لغرض الاستعداد للمواجهة . مواجهة الصواريخ الجوالة بالصواريخ م/ط أ. كشف الصواريخ الجوالة بواسطة المراصد البصرية الحدودية والإخبار عنها بوقت كاف يؤمّن استعداد كافة منظومات الصواريخ للمواجهة . ب.نظراً لكون مسار طيران الصاروخ بخط مستقيم وبارتفاع منخفض وسرعته البطيئة 13 كم في الدقيقة فقد تم استخدام الصواريخ ذات المديات القصيرة مع مدفعية م/ط ذات سرعة الرمي العالية وبكثافة نارية مثل مدافع 23 ملم نوع شيلكا لإسقاط تلك الصواريخ. ج.استخدام الصواريخ (ستريلا و ايجلا ) لتكون مجموعة كمين باتجاه محاور تقرب تلك الصواريخ أو بواسطة منظومة صواريخ م/ط نوع (رولاند) . لقد تبلورت أساليب المواجهة بتكامل منظومة الدفاع الجوي ( المراصد البصرية, كمائن صواريخ سام و مدفعية م/ط, إجراءات الدفاع الجوي السلبي ، منظومة مواصلات كفوءة) من خلال حرب عام 1991م والعمليات التالية كان للكمائن دوراً مميزاً في معالجة الصواريخ الجوالة (كروز) وذلك لتحقيق هجوم مباغت من قبل أسلحة الدفاع الجوي وخصوصاً الصواريخ الموضوعة في الكمين يجب أن تكون في محاور تقرب الصواريخ الجوالة وكذلك توفر معلومات دقيقة عن اتجاه التهديد المتوقع لتلك الصواريخ وأخبار كمين الصواريخ قصيرة المدى عن طريق المراصد البصرية الحدودية والمحلية بوقت مبكر . كما يتطلب وضع خطة لانفتاح الكمين والاستفادة من طبيعة الأرض في إخفاء موقع الكمين عن رصد العدو. ان صغر حجم السطح العاكس للصواريخ الجوالة الذي يبلغ ( 0.1 – 0.2 ) م2 يتطلب عند فتح كمائن الصواريخ أن تتألف من 3 وحدات نارية بحيث تكون المسافة بين واحدة وأخرى بما لا يقل عن 3 كم لكي يتسنى للكمين التعامل مع الصاروخ مواجهة الصواريخ الجوالة (كروز) بمدفعية م/ط تجري مواجهة الصواريخ الجوالة (كروز) باستخدام مدفعية م/ط كما يلي: نهاراً: تكون مواجهة الصواريخ الجوالة(كروز) بواسطة مدفعية م/ط من مواقع انفتاحها الحالية باستخدام أجهزة التسديد بعد تهيئة بطاقة المدى ويكون نوع الرمي على الصواريخ برشقات طويلة أو مستمرة لقصر فترة المواجهة أما لحظة فتح النار يجري تحديدها بناءً على المدى الافتتاحي للمدفع والذي تم استخراجه بالقانون التالي : المدى الافتتاحي = س (سرعة الهدف الجوي) × زمن طيران القذيفة + نصف قطر مجال الرمي الأفقي للسلاح. ِ ليلاً:تعتبر السدود النارية أحد أساليب الرمي لمدفعية م/ط ضد الصواريخ الجوالة ليلاً وهذا الأسلوب من الرمي باهظ التكاليف وغير اقتصادي سواء بصرفيات العتاد أو الجهود والتحضيرات اللازمة لتنفيذه وغير مضمون النتائج لأنه رمي غير مرصود ، ولأجل الاقتصاد بصرفيات العتاد خصوصاً ولكي تكون نتائج الرمي مضمونة وجيدة ويجب إتباع الأمور التالية عند الرمي بهذا الأسلوب : أولاً. نعين من (6- نقاط دالة تغطي دائرة الاتجاه (360 ْ) وترقم بالأرقام من (51، 52، 53، ..... الخ ) وتؤشر على لوحة الموقف الجوي في مراكز عمليات اللواء والكتيبة والبطاريات وسجلات المدافع واختيرت الأرقام آنفاً لأجل عدم اختلاطها بالجهات الأصلية والفرعية . ومن شروط النقاط الدالة أن تكون موجودة على الأرض والخريطة والمسافة بينها لا تقل عن (12) كم . ثانياً. يجري تقسيم دائرة الاتجاه على النقاط الدالة التي تم تحديدها مسبقاً . ثالثاً. الاستفادة من المراصد المحلية لتحديد الاتجاه الحقيقي لتقرب الصواريخ الجوالة وتحديد اتجاه ستارة النار للسد الناري . أما زاوية المحور للمدفع فيتم استخراجها وتحديدها من جداول رمي المدافع مسبقاً بناءً على المعلومات الواردة في تقرير الاستطلاع حول ارتفاع الصواريخ الجوالة. يجري تحديد لحظة فتح النار بأمر من قائد الوحدة بناءً على مسافة ظهور الهدف (بعد المرصد المحلي) والمدى الأصلي للسلاح ومسافة الفتح وسرعة التقرب للصواريخ ،كذلك وقت تأخير وصول المعلومات . أساليب المجابهة السلبية بالرغم من التطور الكبير في وسائل الاستطلاع وتنوع أشكاله(حراري ، إلكتروني ، تصويري) ودقة المعلومات التي يمكن الحصول عليها إلا أن هذا التطور لا يلغي أهمية الإجراءات السلبية عند تنفيذها بشكل علمي ودقيق واستثمار التحديدات ونقاط الضعف في وسائل الاستطلاع الجوي المعادي للتأثير على قدرات العدو الاستطلاعية وأن جميع الإجراءات السلبية في تقليل تأثير هجمات العدو الجوي إلى أقل حد ممكن في إيقاع الخسائر بالأهداف المتوقعة . إجراءات تقليل تأثير الاستطلاع الجويالمعادي إن نجاح الفعاليات القتالية يعتمد بشكل أساسي على دقة المعلومات المتيسرة عن قدرات العدو الجوي وعلى دقة الإجراءات التي تحد من قدرة العدو في القيام بالاستطلاع الجوي والفضائي أو إعاقته في الحصول على المعلومات الاستطلاعية عن المواقع والمنشآت الحيوية المهمة وأساليب حمايتها ومناطق الأسلحة ومعدات الدفاع الجوي المفتوحة وللتطور الكبير لوسائل الاستطلاع المستخدمة من قبل العدو والتي تتمكن من جمع المعلومات ليلاً ونهاراً وفي كافة الظروف الجوية مما يتطلب اتخاذ كافة الإجراءات الفنية والتنظيمية والأمنية بغية تعقيد مهمة العدو في الحصول على المعلومات عن طريق التمويه والتي تشكل الركيزة الأساسية في الحماية لأن عدم تمكن العدو من معرفة تفاصيل المواقع والمنشآت وأساليب الحماية سوف تقلل من تأثير الهجمات الجوية .التمــــــويه نجاح عملية التمويه تعتمد على دقة الأعمال المتخذة لغرض إخفاء معالم المواقع والوحدات والمقرات والأسلحة عن وسائل الاستطلاع المعادية بحيث يؤدي إلى تعقيد إجراءات العدو في جمع المعلومات وتحليلها وبما يؤمّن تقليل تأثير قدرة العدو القتالية في مهاجمة أهدافه ، ونظراً لتطور وتعدد وسائل الاستطلاع الجوي المعادي ولغرض نجاح عملية التمويه يتطلب تحد