في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس، احتشد قرابة العشرة ألاف تونسيّ أمام مقرّ وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس للمطالبة برحيل الرئيس زين العابدين بن علي.
واحتشد عشرات الآلاف من الغاضبين في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس وطالبوا برحيل بن علي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من مقربيه، كما تشهد أماكن أخرى من العاصمة والمدن الداخليّة مظاهرات مماثلة.
ورفعت عدّة شعارات ضدّ الرئيس بن علي وعائلته وحكومته، من قبيل: "خبز وماء وبن علي لا" ويسقط جلاد الشعب... يسقط حزب الدستور"، ويهتف المتظاهرون "انتفاضة مستمرة وبن علي برة" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشعب يريد استقالة بن علي" و"لا لا للطرابلسية (عائلة زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي) الذين نهبوا الميزانية".
كما رددوا النشيد الوطني التونسي رافعين يافطات كتب على بعضها "بن علي ارحل".
في حين لم تحصل اشتباكات تذكر مع أعوان الشرطة الذي لازموا المراقبة عن كثب دون تدخل عنيف.
واكتفت قوات الأمن بحماية الوزارة ولم تطلق الأعيرة على المتظاهرين الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع، من شباب ونساء وكهول وشيوخ وأطفال صغار.
وأكد المحتجون أنهم في حالة "اعتصام وعصيان مدني" حتى يرحل الرئيس بن علي عن الحكم.
وتقول بهيّة زارعي التي رفعت شعار "الاعتصام الاعتصام حتى يسقط النظام حانت لحظة الحقيقة، حانت لحظة الانتصار، نحن الآن أمام مقرّ وزارة القمع والإرهاب، وزارة الداخلية سيسقط بن علي خلال ساعات قليلة، وإن لم يغادر البلاد بنفسه سنجبره على فعل ذلك".
ويقود التحرّك الاحتجاجيّ أمام مقرّ وزارة الداخلية منذ الصباح معارضون معروفون ومحامون ونشطاء حقوق الإنسان ونشطاء طلابيون ممن توافدوا بكثافة منذ الصباح.
وقال المحامي الشاب نزار (ع):" هذا صوت غالبية التونسيين الذي لا يمكن تجاهله، وجب على الرئيس مغادرة البلاد أو التنحي أو فعل ما يراه مناسبا، نحن لم نعد نقبل به على هرم السلطة".
وأشار المتظاهرون بهتافاتهم إلى "الشهداء" الذين سقطوا برصاص قوات الأمن منذ تفجر احتجاجات لا سابق لها، إثر انتحار شاب في سيدي بوزيد وسط البلاد التونسية.
وكان الرئيس التونسي تعهد في خطاب مساء أمس الخميس بعد نحو شهر من الاحتجاجات الدامية، عدم الترشح مجدداً للرئاسة في 2014، واتخاذ العديد من الإجراءات السياسية وخفض أسعار المواد الأساسية على أمل تهدئة احتجاجات دامية مستمرة في تونس منذ نحو شهر ضد البطالة والفساد.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية التونسي، كامل مرجان، أن تشكيل حكومة وحدة وطنية "أمر ممكن"، وذلك في تصريحات أدلى بها إلى إذاعة أوروبا 1 الفرنسية.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة التونسيّة رسميا عن إقرار تخفيضات في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، كما أوصى بذلك الرئيس بن علي.
وتشمل هذه التخفيضات التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة بالخصوص أسعار السكر والحليب والسميد والخبز والعجين الغذائي ومعجون الطماطم والغاز المسيل إلى جانب تحديد سقف أسعار لحم الدجاج