بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
معظمنا يعلم أن الجزائر مبنية على الهف و الغر باللهجة العامية , لكن حين نقرر أن نتعمق في هذه المصطلحات و نعرفها بلغة الواقع فإننا نكتشف فضاعة ذلك ,و لهذا فقد انتقلنا ليلة زيارة الوالي لدائرة ثنية العابد إلى عين المكان و مركز الحدث لنرصد بعض الصور التي تفسر مصطلح الهف و للأسف فكوننا لسنا صحفيين فإننا لا نملك أجهزة رصد محترفة إلا أن المحاولة تظل قائمة و كاميرا الموبيل تفي بالغرض إلى حد ما ,لكن لا تهم الألوان و التقنية و نوعية الصورة بقدر ما يهم المعنى و الهدف و الحقيقة بالدرجة الأولى طبعا:
فنبدأ بالطريق
هكذا كانت الطريق طوال عدة أيام قبل أن يأتي الفرج بزيارة الوالي ,فهل قيمة المواطن و ممتلكاته رخيصة لهذا الحد الذي يجعل الجهات المعنية تغض النظر عن هذه المناظر أم أنها عمياء عن كل ما يخص المواطن البسيط و ذات نظر حاد في كل ما يخص الأسياد ؟ لا شك أن الإحتمال الأخير هو الصائب و هذه الصورة تثبت ما نقول:
انظرو إلى الطريق كيف نظف و انظروا إلى العلامات الحمراء و هي تبين تكاتف الجهود و تعدد الأيدي المنظفة و الساهرة على إرضاء الأسياد.
أما في ما يخص الإنارة العمومية فإليكم هذه الصورة المتعددة الغايات:
فلا يزال المواطن البسيط يعاني من أزمة الإنارة و بحسب المثل القائل"مد ذراعك ما يبانش" فإن المواطن المقهور لا يجد و لو نقطة نور تنير له دربه لأداء صلاة العشاء ,أما النور الذي شاهدناه فلم يكن لسواد عيون المواطن و لم يكن نورا حتى بل هي مصابيح الآلة الحافرة التي أعلنت عنها حالة الطوارئ ليلة زيارة الوالي فيا ليت الوالي يزور المنطقة زيارة مفاجأة ليتفاجأ بمناظر لا تسر لا صديق و لا عدو قبل أن تقوم الآلة الحافرة بمسحها .
أما فيما يخص عيون الوالي و إرضاء الأسياد فإن هذا العامل المسكين قد أبكر المجيئ ليضضم عمود الكهرباء كالأم الحنون فقط خوفا من الوالي أما بعد ذلك فلا مراقبة و لا هم يحزنون.
و غير ذلك فإن هذا الدلو سيغيب بعد ثوان فقط فعيون الوالي نظيفة و لا تحتمل قبح الدلو أمام مكتبة زاهية و مزينة بالأعلام
و أكيد أن الأعناق تشرئب يوم زيارة الوالي و يطبق مبدأ (ارفع راسك يا با) لكن ليس لتكريس الكرامة بل لتفقد الرتوشات الأخيرة إرضاء للوالي أيضا
و بخصوص المواصلات فإن الحافلات انتعشت بمكانين رائعين فمحطة للإنطلاق و محطة للوصول فأين هذا من الماضي و الله هذا ضرب من حضارة أنستنا أننا في ثنية العابد فيا للدلال الذي حظيت به الحافلات: لكن للأسف مؤقت يا عيني
و لم ننس أيضا هؤلاء الأشخاص الذين حددناهم بدائرة حمراء فهم فعلا ينتمون إلى الدائرة الحمراء فهم للأسف لا ينتظرون محلا للخضر و الفواكه و لا مركزا ثقافيا بل ينتظرون متى يفتح محل القمار الذي عجزت الجهات المسؤولة عن غلقه إلى وقت زيارة الوالي و هؤلاء المساكين لا يعلمون بالبروتوكول الجديد الذي حرمهم من كسب بضع دنانير حرام
لا قمار إلا بعد ذهاب الوالي
هههههههه
أعضاءنا الكرام ,نحن لم نتناسى البروتوكولات و لم ننس بأنه من الواجب تحسين صورة أية منطقة ترحيبا بالضيف سيما إذا كان عالي المقام لكن عتبنا على الصورة القديمة و التي تتناقض تماما و 100 بالمائة مع الصورة الجديدة و هذا هو الهف بعينه
و دمتم سالمين.