ثنية العابد و الأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إن قلنا الطب فإننا نتذكر أنها مهنة إنسانية و إن قلنا التمريض فإنه شئ جميل و يعني الشفاء و إن قلنا مصحة فإننا نجمع بين الإنسانية و الشفاء ، لكن ربما في كل مكان إلا في ثنية العابد ، فالأمر هناك يختلف فالتمريض في ثنية العابد يعني "انت و زهرك" و الطب يعني وظيفة لا غير و المصحة تعني "تخطي الراس"
و لتفسير كل هذا أردنا نقل هذا الموضوع كحيرة منا إلى ما آلت إليه قلوب البشر و ما آل إليه تفكير بعض البشر.
و نبدأ موضوعنا بتلك التصرفات الغير أخلاقية التي شاهدناها بأم أعيننا فحين نقلنا الحارس البلدي المتوفي إلى مستوصف ثنية العابد امتلأ المستوصف عن آخره بالدرك الوطني و الشرطة و الممرضين و الناس الذين أرادوا الإستفسار عن سبب الحركية الغير عادية في المستوصف ،و بينما كنا نكمل إجراءات نقل جثة "رشيد" إلى مستشفى باتنة الجامعي للتشريح لم تأبه إحدى العاملات بالمستوصف بالأمر و لم تستح و لم يعر اختماما حتى لشعور أهل الميت فأخذت تأخذ بيد عشيقها الذي أتاها بهدية أو شيئ ما و يجلس معها في ركن المستوصف و أخذوا بالتمعشق و الضحك و القهقهة غير مبالين بعشرات الناس الذين هالهم خبر وفاة ابن قرية أولاد عزوز .
أما في الليل و حين أغمي على أحد أقارب الميت تم نقله للمستوصف لفحصه لم يجد غير الحارس الذي لعب دور الطبيب و الممرض و كل شئ و حين سئل عن الممرضين كان جوابه أحمقا و استفزازيا قائلا "واش جابك انت ذرك" و كأن المستوصف مطعم أو مقهى متناسيا بذلك أن المستوصف فتح للإستعجالات و ليس لـ"التحواس و الإستجمام"
فآه يا ثنية العابد و آه يا مسؤوليها و آه يا "عبادها"